الحكومة البريطانية تستشرف إعادة الحياة لطبيعتها بخطة محكمة
صحف بريطانية تتحدث عن خطة تعتزم الحكومة عرضها على جونسون تتضمن إعادة فتح المدارس وعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد.
يبدو أن بريطانيا التي أثقل فايروس كورونا كاهلها على جميع الأصعدة تتجه نحو التخفيف من إجراءات العزل العام التي فُرضت قبل نحو أربعة أسابيع للمساعدة في السيطرة على انتشار فايروس كورونا.
وذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية الأحد، أن الحكومة تستعد لعرض خطة على رئيس الوزراء بوريس جونسون، حول إعادة فتح المدارس، وعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن الخطة ستعرض على جونسون المصاب بفايروس كورونا، بعد عودته إلى العمل.
وتتضمن الخطة، إعادة فتح المدارس اعتبارا من 11 مايو القادم، على أن يتم استقبال الطلاب في أيام محددة.
وفي حال وافق جونسون على الخطة، فإن طلاب المرحلة الابتدائية سيعودون أولا إلى المدارس. وبحسب الخطة، فإنه سيتم فتح المدارس بالكامل في الأول من يونيو أو مطلع سبتمبر القادم.
وفيما يخص عودة الحياة إلى طبيعتها، تنص الخطة في المرحلة الأولى على فتح مراكز التسوق التي يتم فيها مراعاة مبدأ التباعد الاجتماعي. وكذلك سيتم رفع القيود المفروضة على خدمة المواصلات عبر الحافلات والقطارات.
ومطلع يونيو القادم سيسمح لجميع العاملين بالعودة إلى أعمالهم، بجانب السماح بتنظيم بعض الفعاليات الاجتماعية الصغيرة.
وتنص الخطة على الانتظار لغاية يوليو من أجل إعادة فتح المطاعم والملاهي وإقامة الفعاليات الرياضية والحفلات الموسيقية. وتشدد الخطة على استثناء كبار السن من الخروج إلى الشوارع، على اعتبار أنهم الأكثر تضررا من فايروس كورونا الجديد.
وفرضت بريطانيا الإغلاق مبدئيا لمدة ثلاثة أسابيع، ومن المقرر أن تتم مراجعة الإجراء القاسي الأسبوع المقبل ومن المرجح أن يظل ساريا حتى نهاية الشهر على الأقل.
وكان جونسون أول زعيم في العالم يطالب بتبني نظرية ”مناعة القطيع” التي تقضي بأن يُصاب أكبر عدد من الناس بكوفيد – 19 ومن ثمة يكتسبون مناعة من الفايروس، ولاقت دعوته انتقادات لاذعة.
أما فاينانشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “بعد الإغلاق، علينا الاعتياد على الطبيعي الجديد”، فقد بدأت بسيناريو ينطلق في فبراير من العام المقبل، 2021.
وتقول الصحيفة دعونا نتخيل العالم في بدايات 2021: لنتخيل عائلة سميث، التي تشعر بسعادة غامرة لحصولها على تذاكر لحضور مباراة لفريق كرة القدم المفضل لها.
قبيل المباراة، تبرز العائلة على هواتفها المحمولة بطاقات إلكترونية تثبت خلوها من فايروس كورونا، ومن لا توجد بحوزته مثل هذه البطاقة يواجه فحصا لدرجة الحرارة أو أي أعراض أخرى للفايروس. في المدرجات الكثير من المقاعد خالية للحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الحقيقة الجديدة ستحد كثيرا من الاستمتاع بالمباراة، ولكن ذلك سيكون جزءا من الواقع الجديد الذي فرضه كورونا.
ورأت أن الأمر سيتطلب جهودا ضخمة للحيلولة دون حدوث موجة ثانية من وباء كورونا. وقد نرى دورات متعاقبة من تخفيق الإغلاق والقيود ثم تشديدها مجددا لتجنب موجات جديدة من الوباء، كما أن بعض الحريات التي سلبنا إياها الوباء، قد تعود إلينا، لتسلب منا مجددا خشية وقوع موجة جديدة.
وتقول فاينانشال تايمز إن الدول التي زودت نفسها بقدرات واسعة على فحص السكان وتتبع من قد تظهر عليهم أي أعراض ستخرج من الأزمة بصورة أسرع.
وتشير إلى أن بعض القطاعات ستعود إلى العمل أسرع من غيرها، فعلى سبيل المثال ستعود الأعمال التي تحتاج إلى العمل في الشارع مثل أعمال البناء إلى مزاولة نشاطها أولا، بينما قد يبقى الموظفون الذين يؤدون عملا مكتبيا في منازلهم ومزاولة عملهم من هناك.
وتضيف الصحيفة البريطانية أن الذين سيعودون إلى أعمالهم سيجدون بيئة عمل جديدة تختلف عن التي اعتادوا عليها، فقد يتم تطبيق نوبات عمل للحد من وجود جميع العاملين في المكتب في الوقت، وللحد أيضا من ازدحام المواصلات في ساعات الذروة الصباحية والمسائية.
وأصبحت بريطانيا في ذروة تفشي المرض أو تقترب منها بعد أن حصد أرواح أكثر من 15 ألفا وهي أعلى خامس حصيلة في العالم من الجائحة التي تسببت فيما لا يقل عن 150 ألف وفاة في مختلف أرجاء العالم.
وحتى صباح الأحد، بلغ عدد مصابي كورونا حول العالم مليونين وو232 ألفا و456، توفي منهم أكثر من 160 ألفا، فيما تعافى ما يزيد على 600 ألفا، حسب موقع “وورلد ميتر” المتخصص في رصد أعداد ضحايا الجائحة.