أخبار الدار

السفير المصري في المغرب: هذه حقيقة تشديد شروط التأشيرة لمصر..وهذا ما نقوم به لتسهيل سفر المغاربة ل”الكان”

الدار/ حاورته: مريم بوتوراوت- تصوير: ياسين جابر
 
أكد السفير المصري في المغرب، أشرف إبراهيم، على أن العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية تبقى علاقات ممتازة، بالرغم من أي مراحل توتر قد تكون مرت بها، شأنها في ذلك شأن جميع العلاقات الدولية.
 
ويرى أشرف إبراهيم أن هذه العلاقات ستظل متينة، وأن العمل على تقويتها لأن الشعبين بينهما ترابط وعلاقات ليس هناك شيء يمكن أن يؤثر فيها، حسب ما جاء في حواره مع "الدار"، حيث أعرب عن أمله في أن يتم عقد القمة المغربية المصرية قبل نهاية سنة 2019، لتدارس العديد من الملفات المطروحة على طاولة التشاور بين البلدين.
 
كما رد السفير المصري على ما تم تداوله حول "تشديد" الشروط المتعلقة بحصول المغاربة على تأشيرة الدخول لمصر، مؤكدا على أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات، حسب توضيحاته.
• كيف تقيمون العلاقات المغربية المصرية؟
 
العلاقات المصرية المغربية مستواها جيد جدا، وأستطيع أن أقول أنه ممتاز، فهي علاقات قديمة تاريخية، بغض النظر حتى عن السياسة أو العلاقات السياسية فهي علاقات بين شعبين، ممتدة على مدى قرون من خلال تقارب وتزاوج وفكر صوفي يجمع بين البلدين.
 
 بالتالي أستطيع أن أقول أنها علاقات ممتازة على كافة المستويات، فعلى المستوى السياسي هناك تنسيق بين البلدين في كافة الملفات والقضايا العربية، وعلى المستوى الافريقي هناك تنسيق دائم خاصة بعد عودة المغرب لمكانه الكبيعي لعمقه في الاتحاد الافريقي، وهناك قضايا على المستوى الافريقي تهم البلدين ومن مصالح الطرفين التنسيق بينها.
 
• ماهي مجالات التشاور بين البلدين؟
 
مجالات التشاور الرئيسية، حسب ما أكد ذلك حتى البلاغ الصادر بعد زيارة وزير الخارجية المغربي لمصر هي القضايا العربية، اليمن، ليبيا، سوريا لأنها قضايا تهمنا جميعا، واستقرار هذه الدول يشكل ضمانة لاستقرار المنطقة العربية كلها. وبالتأكيد أحد المواضيع الرئيسة المسألة الفلسطينية، فمصر بحكم موقعها وجوارها الحغرافي لها دور كبير في هذه المسألة في التقريب بين الفصائل الفلسطينية، والمغرب كذلك له دور كبير بحكم رئاسة جلالة الملك للجنة القدس، فبالتأكيد سيكون هناك تنسيق بين البلدين في هذا المجال.
 
وعلى المستوى الافريقي هناك تشاور بين البلدين بشأن القضايا الافريقية، هناك العديد من المشاكل تواجهها القارة الافريقية أولها مسألة التنمية الاقتصادية وتنمية القارة، ومشاكل أخرى كمشاكل الارهاب وخاصة في منطقة الساحل، القريبة من المغرب ومصر، وبالتأكيد أن محاربة الارهاب في هذه المنطقة من مصلحة البلدين.
 
•هل هناك تنسيق على المستوى تحديات الهجرة غير الشرعية، والارهاب ومكافحة التطرف؟
 
بالتأكيد، فهذه مسائل رئيسية، فالهجرة غير الشرعية مسألة موجودة بقوة على الساحة، ومصر والمغرب وتونس وليبيا يواجهون هذا الملف لأن هذه الدول تمثل معبرا للهجرة غير الشرعية، بحكم وجودها على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وبالتالي هناك تنسيق في هذه المسألة وفي المواقف أيضا من بعض الأطروحات والاقتراحات التي تطرحها بعض دول الاتحاد الأروبي، كمسألة إقامة ملاذات على الضفة اجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
 
وأيضا مسألة مكافة للإرهاب هي مسألة خطيرة جدا نواجهها من سنين، وفي تصاعد في الفترة الأخيرة، والتنسيق في هذا المجال هام جدا، لأن الإرهاب اليوم عابر للقارات وللدول والحدود، ووجود تنظيم ك"داعش" الذي ظهر بقوة في السنوات الأخيرة هو تهديد حقيقي لهذه الدول واستقرارها، وتواجد داعش وغيرها في منطقة الساحل يمثل أيضا تهديدا شديدا ، لذلك التنسيق والتعاون في هذا المجال هام جدا لتحقيق استقرار دولنا ومواجهة الموجة الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة كلها.
  
• كيف ترون عودة المغرب للاتحاد الافريقي، وما أوجه التنسيق بين البلدين فى قضايا القارة مع تولى مصر رئاسة الاتحاد فى 2019 ؟
 
عودة المغرب للاتحاد الافريقي تمثل نقطة قوة كبيرة للاتحاد لأن المغرب دولة كبرى على مستوى القارة الافريقية، ولها دور كبير وعلاقات متميزة مع العديد من الدول الافريقية وخاصة منطقة غرب افريقيا، ولها دور كبير في تنمية القارة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة أن القارة ينظر لها أنها قارة المستقبل وهي تقود النمو العالمي في السنوات القادمة، وبالتالي فعودة المغرب تسمح له بأن يكون موجودا في صياغة الاستراتيجيات والسياسات على المستوى الافريقي.
 
بالتأكيد هناك تنسيق بين المغرب ومصر حتى قبل عودة المملكة الى الاتحاد الافريقي، لكن وجودها داخل صناعة القرار شيء مهم جدا، وخاصة في معالجة بعض المشاكل السياسية. فالمغرب في محيطه الاقليمي له دور كبير، وكذلك مصر، وبالتالي في مسائل كتمويل الاتحاد الافريقي، اتخاذ القرارات، مجلس السلم والأمن يكون وجود المغرب في هذا المجال مسألة مهمة جدا، لأنه يتيح أن يكون هناك نوعا من التوافق داخل الاتحاد الافريقي.
 
• تربط مصر بالمغرب العديد من الاتفاقيات، كيف ترون التبادل التجاري بين البلدين؟
 
الاطار القانوني الذي يجمع البلدين واسع، وتربطهما اتفاقيات عديدة في مجالات متنوعة، منها اتفاقيات تعود إلى أكثر من قرن. في وجهة نظري هذا الاطار يحتاج لتحديث، لأن اللجنة العليا بين البلدين انعقدت آخر مرة سنة 2006، أي منذ 12 سنة عرفت تطورات كبيرة على جميع المستويات. اذن نحن بحاجة لتحديث هذا الاطار، وهو ما نعمل عليها إعدادا لعقد اللجنة العليا بين البلدين. 
 
وفي ما يتعلق بالتبادل التجاري فهو في نمو منذ عدة سنوات، والسنة الماضية شهدت طفرة في حجم التبادل التجاري، حيث بلغت 500 مليون دولار. وفي تقديري هناك امكانيات كبيرة لزيادة التبادل التجاري أكثر من هذا، لنصل إلى 2 أو 3 مليارات دولار اذا توصلنا الى تفاهمات في العديد من الموضوعات الادارية، فمن الطبيعي أن تكون هناك بعض المشاكل الفنية في الموضوعات التجارية التي قد تعوق انسيابها. لكن على العموم هناك زيادة اعتقد أن هناك طلب من السوق المغربي على السلع المصرية، والعكس صحيح.
 
• هل هناك بوادر حول موعد القمة المصرية المغربية؟ وما أهم الملفات المنتظرة خلال القمة؟
 
هذا الملف كان أحد المواضيع الرئيسية في لقاء وزيري خارجية البلدين، والاعداد لهذه القمة كان على مدار أكثر من سنة، ولكن لظروف كثيرة تم تأجيلها، والحديث خلال لقاء الوزيرين كان حول الحاجة لإعداد جيد لهذه القمة. وبالتالي هناك لجنة للحوار الاستراتيجي التي تعقد على مستوى وزيري الخارجية، وتم الاتفاق على عقدها خلال هذا العام تمهيدا لعقد القمة، وهذه اللجنة تناقش كافة جوانب العلاقات بين البلدين .وأنا آمل في أن يتم عقد اللجنة العليا على مستوى القمة قبل نهاية هذا العام.
 
وأحد الملفات الرئيسية المطروحة على النقاش التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، لأن هذا أحد الموضوعات الرئيسية، وكذلك مسائل التنمية، تبادل التجارب في الاصلاح الاقتصادي وتطور النمو الاقتصادي، وبالتأكيد كافة الملفات السياسية الأخرى.
 
• بكم تقدرون أعضاء الجالية المغربية في مصر؟ وما هي المجالات التي ينشطون فيها؟
 
ليس لدي حصر بعدد الجالية المغربية في مصر، لكن أنا أعرف أن هناك جالية مغربية كبيرة في مصر، خصوصا في القاهرة، وفاعلة سواء من رجال أعمال أو غيرهم. وبالنسبة الجالية المصرية في المغرب نتحدث عن وجود 1500 شخص يتواجدون في أنحاء المغرب، أغلبهم في الرباط والدار البيضاء ومراكش.
 
• تعالت في الفترة الماضية العديد من الشكاوى بسبب التأشيرات للمغاربة لدخول مصر، بماذا تردون على ذلك؟
 
نحن قمنا بنفي هذه الإشاعات، ولا نعلم من أين صدرت هذه المعلومات حول التشديد في شروط منح التأشيرة خاصة للمجموعات السياحية، وأن هناك اشتراطا لإثبات الوظيفة ومبلغا معينا في الحساب البنكي، هذا غير صحيح، وإن كنت لا أعتبر هذا تعنتا لأن السفارة المغربية في القاهرة تطلب نفس الشيء.
بالنسبة للمجموعات السياحية نعمل في الاطار الطبيعي طالما هناك برنامج سياحي وحجز فندقي وحجز طيران، وأن تكون الشركة السياحية مكونة من عشرة أفراد على الأقل، يتم منح التأشيرة فورا دون قيد أو شرط، وبالنسبة للأفراد الأمر يتطلب اجراءات محددة قد تصل إلى أسبوعين في بعض الحالات، إنما الأمور تسير وليس هناك تشديد في هذا الأمر حتى بالنسبة للأفراد، يتم فقط طلب موافقة القاهرة دون أي شروط أخرى واشتراط مبلغ مالي معين ولا إثبات للوظيفة.
 
• ما هي الاجراءات التي تتخذونها لتشجيع سياحة المغاربة في مصر؟
 
كما سبق وأشرت إلى ذلك، بالنسبة للتأشيرة هناك تسهيلات للمجموعات السياحية، ولا نطلب أي شروط، ومصر ترحب بإخواننا المغاربة لزيارة مصر والسياحة، وأعتقد أن أعداد السياح في تزايد، وهذا يدل على أنه ليس هناك أي تشديد في الاجراءات.
 
أريد هنا أن أنتهز الفرصة وأحذر من أنه في أحيان كثيرة مثل هذه الإشاعات يطلقها بعض السماسرة العاملين في مجال التأشيرات، وأنا أناشد المغاربة بالتوجه مباشرة للسفارة للحصول على التأشيرة، لأن ذلك أسرع  وأرخص سعرا وأكثر ضمانا. 
 
• ما هي توقعاتكم لمستقبل العلاقة بين مصر والمغرب؟
 
ما يربط الشعبين المصري والمغربي روابط تاريخية لا أعتقد أن أي شيء يمكن أن يؤثر عليها، وتوقعاتي أن هذه العلاقات ستظل متينة، ودائما نعمل على تقويتها لأن الشعبين بينهما ترابط وعلاقات ليس هناك شيء يمكن أن يؤثر فيها، ولو أنه في أي علاقات يكون هناك في بعض الأحيان توترات، إنما العلاقة أثبت أنه على مدى التاريخ ومهما مانت العلاقات السياسية، أن العلاقات بين الشعبين متينة، وبالتالي أي توتر يزول.
 
• بعد احتضان مصر ل"كان2019"، هل هناك اجراءات لتسهيل سفر المشجعين المغاربة؟
 
يمكن أن يسافر المشجعون المغاربة سواء عن طريق شركات سياحية وهذا ليس فيه أي مشاكل، أو يسافرون فرادى وهذا أيضا لن يكون فيه أي مشاكل أيضا، حيث سنتخذ الاجراءات اللازم اتخاذها في حالات البطولات، وبالتأكيد سيكون السفر بشكل أسرع بكثير.
 
وهنا أدعو المواطنين الراغبين في السفر أن تأخذ بعين الاعتبار الوقت اللازم لاجراءات التأشيرة قبل طلبها، ونحن سنعمل على تسهيل كل شيء، ونتمنى أن تمر الأمور على خير، فنحن نعتبر إقامة البطولة الافريقية في القاهرة عرسا رياضيا للقارة كلها، ونرحب بكل الفرق، والفريق المغربي سيلقى بالتأكيد هو ومشجعوه كل ترحيب وأتمنى لهم التوفيق.
 
وأنتهز الفرصة لشكر المغرب على دعمه لاستضافة مصر لهذه البطولة، وأتمنى التوفيق للفريق المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى