منذ بدء الأزمة الوبائية بالمغرب المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، كثف فاعلو المجتمع المدني بالصويرة، خاصة الشباب، من جهودهم المتمثلة في مبادرات تحسيسية لسكان حاضرة الرياح إزاء خطر هذا الوباء ودعم الأسر المعوزة في ظل هذه الظرفية الاستثنائية.
وفي ظل هذا الزخم التضامني وحالة التعبئة العامة التي ميزت كافة جهات وأقاليم المملكة لتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر، أبان فاعلو النسيج الجمعوي بالصويرة عن التزام أكيد ومساهمة ملحوظة في الجهود المبذولة والمبادرات المكثفة التي تقودها السلطات المختصة على صعيد الإقليم، قصد الحد من انتشار هذا الوباء والتخفيف من تداعياته السوسيو-اقتصادية على الساكنة المحلية.
وانخرط هؤلاء الشباب، بفضل روح الإرادة والتطوع وحسهم الوطني العالي، رغم الموارد المحدودة للجمعيات، في أدوار طلائعية داخل المجتمع، مساهمة منهم في العمل الاجتماعي التضامني في هذه الأوقات المتسمة بانتشار فيروس “كورونا” واقتراب موعد شهر رمضان المعظم.
ومن بين هؤلاء الشباب الذين آثروا الاضطلاع بدور هام داخل المجتمع وتحقيق التماسك الاجتماعي بين الساكنة، هناك أعضاء جمعية “موكا شباب” التي أطلقت، منذ البداية، عددا من الحملات التوعوية قصد لفت انتباه المواطنين، خاصة على مستوى المدينة العتيقة، إزاء أهمية التقيد بتدابير الحجر الصحي والتوجيهات الصادرة عن السلطات.
وقام شباب هذه الجمعية، الذين تحدوهم دينامية وإرادة صلبة في دعم الساكنة المحلية في حدود الإمكانيات المتوفرة، بتوزيع كمامات واقية مجانا لفائدة الأسر وأعوان السلطة وعناصر الأمن وسائقي سيارات الأجرة وعمال النظافة.
وخلفت هذه العملية المتواصلة بتوزيع 7500 كمامة واقية إلى حدود الآن، صدى طيبا لدى ساكنة الصويرة، الذين أشادوا بهؤلاء الشباب، باعتبارهم نموذجا لشباب صويري مواطن منخرط بشكل قوي وثابت في أداء الأدوار المنوطة به داخل المجتمع.
وقام أعضاء الجمعية أيضا، انطلاقا من قيم التعاون والتضامن التي تسم المجتمع المغربي وتعدديته الثقافية والتاريخية، بمبادرة نبيلة ومحمودة، من خلال توزيع مساعدات غذائية لفائدة الأسر المعوزة التي تضررت بشكل كبير جراء آثار هذه الجائحة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
وهكذا، أشرفت الجمعية إلى حدود اللحظة، على توزيع حوالي ثلاثين قفة غذائية لفائدة الأسر في وضعية هشاشة في المدينة العتيقة، وكذا عشرة قسائم شراء للعمال الشباب الذين وجدوا أنفسهم من دون دخل في ظل هذه الأزمة الصحية.
وبالمناسبة، أكد رئيس جمعية “موكا شباب”، عثمان مزين، أن مختلف المبادرات المتخذة من قبل الجمعية، منذ إرساء حالة الطوارئ الصحية، تهدف إلى المساهمة في جهود التعبئة الوطنية، مذكرا بأن أعضاء الجمعية تعبأوا، إلى جانب أعضاء ائتلاف “مغرب الغد”، لتوزيع مناشير تحسيسية حول الفيروس.
وأضاف السيد مزين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجمعية انخرطت في حملات تحسيسية أخرى مماثلة، وكذا عمليات توزيع كمامات واقية ومساعدات غذائية، مشددا على أن المجتمع المدني يضطلع بمهمة كبيرة إلى جانب الأطراف الأخرى.
ودعا في هذا السياق، كافة القوى الحية بمدينة الصويرة والمتبرعين إلى المساهمة في المبادرات الإحسانية على صعيد الإقليم للتخفيف من معاناة الأسر المعوزة، في ظل هذه الظروف التي تقتضي “مزيدا من التعبئة والعمل يدا في يد وتوحيد الطاقات لفائدة المجتمع والوطن”.
من جانبه، أبرز رئيس جمعية “مغاربة متعددون”، أحمد غياث، انخراط الشباب المغربي، باعتبارهم عماد المجتمع، في هذه المرحلة التي يمر منها المغرب، مشيرا إلى أن شباب الجمعية يمثلون صورة لشباب المدن الأخرى، ويشكلون “القوة الثالثة” إلى جانب الأطقم الطبية وأعوان وقوات الأمن.
وأوضح غياث، في تصريح مماثل، أن هؤلاء الشباب يوجدون في الخطوط الأمامية من خلال المبادرات التي يقدمونها، بدءا من التبرعات المالية وانتهاء عند مساعدة المسنين، حيث أظهروا شجاعة وتصميما وشعورا بالتضامن وحسا وطنيا.
وأعلن الفاعل الجمعوي عن التحضير في القادم من الأيام مع شباب الجمعية لعملية تضامنية تنطلق غدا الجمعة تحت شعار (أبواب رمضان)”، مضيفا أن هذه الحملة تسعى إلى التخفيف من تداعيات الحجر الصحي وإبراز قيم التضامن خلال هذا الشهر الفضيل.
وخلص إلى القول “نحن فخورون بشبابنا. هذا الزخم يجب أن يستمر، حتى يولد مجتمع جديد تكون فيه الأجيال الصاعدة حاملة لمشعل التقدم (…) فمغرب الغد يصنع في هذه اللحظات من قبل هؤلاء الشباب وبهم ومن أجلهم”.