الطباخون: جنود معبؤون في معركة التصدي لجائحة فيروس كورونا
لنابوليون قولة شهيرة “الجيش يسير بمعدته” وهذا الأمر ينطبق على جميع الجيوش بما في ذلك الأطقم الطبية وجميع العاملين المنخرطين في المعركة الرامية إلى التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
ويكتسي الإطعام الجماعي لهذه الفئة أهمية كبيرة على اعتبار أنه يتعذر على نسبة كبيرة من هؤلاء الجنود الذين يساهمون في جهود التصدي لهذه الجائحة العودة إلى منازلهم طيلة فترة الحجر الصحي، من أجل حماية عائلاتهم وذويهم من خطر العدوى بالفيروس.
لهذا الغرض، عبأت الفيدرالية المغربية لفنون الطبخ عددا كبيرا من الطباخين بالعديد من مدن المملكة لإعداد وجبات للعاملين المستشفيات، بشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ومجموعة رحال.
وكانت وكالة المغرب العربي للأنباء حاضرة في مسلسل تحضير الوجبات المخصصة للعاملين بمستشفى الحسني بالناضور بمقر المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بالناضور، التي تتضمن قائمتها وجبة متكاملة تتضمن مقبلة متنوعة بالخضار النيئة ، وطبق رئيسي يمتح من فن الطبخ المغربي وتحلية.
وأوضح حسين بلعباس، مسؤول مكتب الفيدرالية المغربية لفنون الطبخ بالناظور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الطباخين المشاركين في هذه المبادرة يحضرون في غالب الأحيان أطباقا مغربية لكونها تخلق تساهم في خلق أجواء عائلية يفتقدها أطر وموظفو قطاع الصحة وغيرها من المهن والوظائف التي تنخرط في جهود التصدي للوباء.
ويحرص مهنيو فنون الطبخ الذين يساهمون طواعية في المجهود الوطني لمحاصرة جائحة كورونا قدر الإمكان على تنويع الأطباق التي يتم إعدادها مراعاة لمعايير الجودة والنظافة، بدعم من الفيدرالية المغربية لفنون الطبخ.
ففي مدينة الناضور، يتم في إطار هذه العملية تحضير 60 وجبة غذائية يوميا، ويتم القيام بعمليات مماثلة في مختلف المدن المغربية التي توجد بها مكاتب للفيدرالية كمراكش وطنجة وفاس والرباط وغيرها.
وأكد بلعباس أن هذه الوجبات تخصص للطاقم الطبي ولعدد من المتدخلين المعبئين في الصفوف الأمامية لمعركة التصدي لفيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن هذه المبادرة تقام بتنسيق تام مع السلطات المحلية التي تسهر على تنظيم وتوزيع الوجبات.
وأضاف أنه يمكن الرفع من عدد الوجبات المقدمة إذا اقتضت الضرورة ذلك، مشيدا في هذا الصدد بالمساهمة القيمة لمجموعة والطلبة المتدربين بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بالناضور الذين يساعدون في تحضير هذه الوجبات، وكذا بمسؤولي مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذين وضعوا تجهيزات ومقرات المعاهد التابعة لهم في خدمة هذه المبادرة.
في هذا الصدد، أوضحت نجلاء قريقش، المديرة التربوية للمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بالناضور، أن المؤسسة تنخرط في هذه العملية في إطار الجهود الحثيثة التي يبذلها مكتبا لتكوين المهني وإنعاش الشغل للتصدي لجائحة كوفيد 19.
وأكدت أن مؤطري وموظفي ومتدربي المعهد ينسقون مع الفيدرالية المغربية لفنون الطبخ ومجموعة رحال لتحضير وجبات صحية ومتوازنة لفائدة الطاقم الطبي لمدينة الناضور، مسجلة أن الأطر والمتدربين ينخرطون بفضل هذه المبادرة في المجهود الوطني الرامي إلى التصدي لهذه الجائحة.
وسجل بلعباس أن مهنيي فنون الطبخ يطمحون، من جانبهم، من خلال الانخراط في هذه المبادرة إلى الالتحاق بالصفوف الأمامية لخط مواجهة جائحة فيروس كورونا ومساعدة العاملين في قطاع الصحة في هذه المعركة.