أخبار الدارالمواطنسلايدر

فاس مكناس: مبادرات تضامنية واسعة تخفف وقع الوباء المحتوى

ترتب عن الأزمة الصحية لكوفيد 19 تداعيات سوسيو اقتصادية كبرى عبر العالم، وأجواء من الشك والترقب، غير أن الظرفية حفزت في المقابل هبة غير مسبوقة للانخراط في عمليات التضامن والإحسان.

في جهة فاس مكناس، كما في سائر أنحاء المملكة، تناسلت المبادرات التضامنية في كل مكان، تتقاسم هدفا واحدا: المساهمة في المجهود العمومي لمكافحة فيروس كورونا المستجد عبر تخفيف الأعباء عن الفرق الطبية ودعم الأشخاص في وضعية هشاشة.

لعل أحدث هذه المبادرات إقدام الجمعية المغربية لمصنعي الأحذية على تقديم 600 حذاء طبي هبة لفائدة مهنيي الصحة الذين يكافحون الوباء على مستوى عدة مؤسسات استشفائية عبر الجهة.

واعتبرت الجمعية أن الأمر يتعلق بمساهمة متواضعة في المجهود الوطني لمكافحة الوباء موضحة أن الأحذية مصممة للأطباء والممرضين الذين يزاولون مهامهم في مستشفيات الجهة، في قلب المعركة ضد كوفيد 19.

   في المدينة العتيقة لفاس، بادر مالك أحد الرياضات الى القيام بالتفاتة تعكس الكرم الأسطوري للمغاربة من خلال فتح أبواب الرياض مجانا أمام عشرة أزواج أجانب وجدوا أنفسهم عالقين في المدينة بعد توقف الرحلات الجوية، ودون موارد كافية.

وقال خالد بنعامر إنه تم توفير المأوى وكل أسباب الراحة التي يحتاجها هؤلاء السياح كي يشعروا أنهم في بيوتهم.

ومن المبادرات المبدعة ذات القيمة المضافة، تلك التي اتخذتها مدينة الابتكار التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بتصميم وتصنيع كمامات واقية ثلاثية الأبعاد، موجهة للطاقم الطبي بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، دعما لهم في مكافحة وباء كوفيد 19.

وتنضاف هذه المبادرة الى مثيلات لها عبر المملكة قامت بها المؤسسات الجامعية والمقاولات الخاصة والباحثون قصد تصنيع معدات تسهل عمل الطواقم الطبية في يوميات مواجهتهم للوباء.

وعبأت المؤسسة هياكلها، وخصوصا طابعاتها الثلاثية الابعاد لتصنيع كمامات واقية للطاقم الطبي علما أن هذه الكمامات تتميز بأنها سهلة التطهير وإعادة الاستعمال، على خلاف باقي الكمامات التي يتعين تغييرها كل أربع ساعات.

وفي هذا السياق التعبوي، تواصل وحدة الدعم النفسي التي أحدثها المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، تقديم دعمها ومصاحبتها لمهنيي الصحة الذين يقفون على الخط الأمامي في مواجهة كوفيد 19.

وازداد منسوب التعبئة داخل مصلحة الطب النفسي بالمركز الجامعي الذي انخرط، على غرار وحدات طبية جهوية ووطنية، في مضاعفة الجهود لإسناد الطواقم الطبية وشبه الطبية المعرضة لضغوط كبيرة. ويكمن هدف هذه المبادرة في مساعدة مهنيي الصحة على تجاوز ردود الفعل الانفعالية الناجمة عن التوتر والقلق والإجهاد الناجم عن مواجهة الوباء.

على نفس الواجهة، تعمل وحدة مختصة تابعة للمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس على تتبع العلاج النفسي للمرضى الذين تترافق إصابتهم بفيروس كوفيد 19 مع المرض النفسي.

وقال رشيد علوان أستاذ الطب النفسي بكلية الطب والصيدلة بفاس، رئيس قسم الطب النفسي في المركز الاستشفائي الحسن الثاني، إنه تم تشكيل وحدة للعلاج النفسي لمرضى كوفيد 19، تسهر على التكفل بمرضى كورونا المصابين باضطرابات سلوكية تستدعي المتابعة العلاجية في بنية متخصصة.

ولتوفير أسباب الراحة للفرق الطبية وتفادي تحولهم الى حاملي عدوى لذويهم، وضعت فنادق مصنفة، تعود لأعضاء جمعية الصناعة الفندقية لمكناس-الحاجب، عشرات الغرف رهن اشارة الطواقم الطبية وكذلك الأشخاص رهن العزل الصحي والحالات المحتملة للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وقال نضال الحلو رئيس الجمعية إن الوحدات الفندقية المنخرطة في هذه المبادرة التي تندرج ضمن الهبة التضامنية الوطنية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمكافحة انتشار فيروس كورونا،  مستعدة لتعبئة 700 سرير لهذه الغاية.

ودعما للفئات المحتاجة، ظهرت العديد من المبادرات ذات الطابع الاجتماعي التي همت أساسا توزيع المواد الغذائية الأساسية. ومن هذه العمليات، تلك التي استهدفت أسرا في وضعية عوز بمنطقة عين النقبي بفاس. يقول عبد الهادي النقابي، فاعل جمعوي، “لقد بادرنا الى جمع تبرعات في شكل مواد غذائية لدى التجار الذين تفاعلوا إيجابا مع المبادرة”. بنفس الروح، تحركت مجموعة من الشباب أنصار نادي المغرب الفاسي حيث  قاموا بجمع تبرعات لفائدة الأسر المحتاجة المنتمية الى الأحياء الفقيرة لمدينة فاس.

تجسدت روح التضامن في تازة أيضا من خلال عمليات مماثلة، منها تلك التي أطلقتها مجموعة من الشباب المتطوعين للتخفيف من آثار كوفيد 19.

وفي بولمان، استفادت عشرات الأسر من عملية تضامنية نظمها متطوعو المنطقة تحت شعار “اولاد البلاد”. واستهدفت المبادرة الأشخاص الذين تضرروا من توقف أنشطتهم بسبب حالة الطوارئ الصحية.

زر الذهاب إلى الأعلى