الدار/ رضا النهري:
صيف 2020 سيكون مختلفا تماماً عن كل الفصول المشابهة، حيث بدأت الكثير من شواطئ العالم تستعد لمرحلة استثنائية، والبلدان المحظوظة هي التي تتوفر على مساحات شاسعة من الشواطئ، لأن ذلك سيمكنها من تحقيق نظرية مسافة الأمان البحرية بارتياح أكبر، وهو ما يمكن أن ينطبق على المغرب، في حال بدأنا الخروج من الحجر الصحي بالتدريج.
ويبدو أن الكثير من مظاهر السخرية من الوباء، التي تبادلها الناس عبر وسائط التواصل الاجتماعي تتحقق على أرض الواقع، وإن بشكل مختلف قليلا. وقبل بضعة أسابيع تناقل الناس صورة شاطئ مع لوحة إلكترونية تحمل رقما، وعبارة تقول: مول رقم 64 ينوض يعوم….
شساعة الشواطئ المغربية ستكون بالتأكيد امتيازا في صيف سيكون قائظا على مختلف المستويات، فقد بدأت موجة الحر مبكرا، واستمرار الحجر الصحي في مثل هذه الأجواء يتطلب صبرا كبيرا في المنازل المفتقرة للتهوية المناسبة، وهي كثيرة، لذلك فإن الأمل يبقى هو أن يستمر وعي الناس بالمخاطر الكبيرة للفيروس، وأن يحدث انفراج صحي يمكنه أن يخفف من مقاييس الحجر الصحي، مثلما يحدث في الكثير من مناطق العالم.
لكن هناك مشكلة كبيرة وغريبة قي المغرب، وهي أنه على الرغم من توفر البلاد على قرابة أربعة آلاف كيلومتر من الشواطئ، على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، إلا أن ولع الناس بالازدحام على الشواطئ يثير الدهشة، حيث يلاحظ تركز أعداد كبيرة من المصطافين في رقع ضيقة، حتى يكاد يختفي البحر، بينما شواطئ كثيرة ممتدة تكاد تفرغ من الناس.
وحتى الآن فإنه من المبكر استباق الأحداث، حيث يبقى الأمل الأكبر هو انزياح الفيروس قريبا، وحتى مع تراجعه، فإنه يبقى من الضروري الإبقاء على الاحتياطات الاحترازية اللازمة، لأن أي ارتباك في طبيعة المقاومة قد تعود بنا إلى نقطة الصفر، وهو ما سيشكل انتكاسة حقيقية قد لا نستطيع التغلب عليها.
المديح الذي لاقاه الأسلوب المغربي في مواجهة الفيروس، لم ينبع من فراغ، فقد قدم المغرب نموذجا يحتذى به في هذا المجال، لكننا قد ترتكب خطأ قاتلا لو اعتبرنا أننا انتصرنا على الفيروس أو في طريقنا للانتصار القريب عليه، وفصل الصيف يعتبر محكا حقيقيا لذلك، ليس فقط بسبب رغبة الناس في الاستجمام وارتياد الشواطئ، بل أساسا لأن الالتزام بالحجر الصحي سيصبح أصعب.