“ذاكرة الرباط سلا” تطالب الإعلام بالاهتمام بالتراث وحفظ الذاكرة الوطنية
الدار/ عفراء علوي محمدي
شدد المتدخلون، في ندوة حول "الإعلام والتراث"، على ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بالتراث المادي واللامادي للمغرب، والمساهمة في تثقيف الناشئة وتحسيسهم بأهمية التراث المشترك.
وأجمع المتدخلون، في الندوة الصحفية المنظمة من طرف جمعية ذاكرة الرباط سلا، مساء اليوم، الثلاثاء، بالرباط، على ضرورة تعزيز الحوار حول الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في معالجة التساؤلات المتعلقة بالتراث الثقافي للعدوتين، وكذا إغناء النقاش بين الفاعلين والمهتمين ورجالات الإعلام حول الموضوع.
في هذا الصدد، قال الباحث والإعلامي، الصديق معنينو، إن "عصر السرعة حتم على وسائل الإعلام الاهتمام بالأخبار المثيرة والاهتمام بالقضايا الساخنة دون غيرها".
وأضاف معنينو، في كلمته خلال الندوة، "القنوات والإذاعات التي تستفيد من أموال الضرائب، يجب أن يتوفر في دفتر تحملاتها حيز محدد للعناية بالتراث، لا التنافس مع المواقع الإلكترونية حول أخبار غير هادفة، وهذا سيحدث قطيعة بين الأجيال".
وأوضح معنينو "إذا غض الإعلام الطرف عن التراث، ستحدث قطيعة بين الأجيال، وستتعمق الهوة بين الشباب وشعورهم بالوطنية، وستبعدهم عن أصولهم وأجدادهم".
من جهته، اعتبر إدريس العيساوي، الباحث في مجال التواصل والإعلام، والعضو بالجمعية، أن الجمهور "ألف استهلاك الأخبار الآنية واللحظية التي لا علاقة لها بالموروث الفكري المغربي"، مؤكدا على أن "مثل هذا النوع من الأخبار تجرد الشعب من جذوره وذاكرته، وتحول دونه ودون التقدم".
وعبر العيساوي، في مداخلته بالندوة، عن أسفه لـ"تجاهل وسائل الإعلام لكل ما له علاقة بثقافة وهوية البلاد"، إذ "لا نجد التراث في صلب اهتماماتها أو ضمن أولوياتها على مستوى المنتوج الإعلامي الذي تقدمه".
وأفاد أن هذا التقصير "سيعطل الوظيفة المنوطة بوسائل الإعلام، والتي تتمثل في التثقيف والتحسيس وحفظ الذاكرة الوطنية وتكوين مخيلة جماعية".
ويندرج هذا اللقاء في إطار سلسلة من الملتقيات التفاعلية التي تتيح الفرصة لتبادل الأفكار والتشاور بخصوص التراث بين مهنيي القطاع وممثلي وسائل الإعلام.
وستعرف هذه الملتقيات مشاركة عدد من علماء الآثار والمؤرخين والمهندسين المعماريين والأساتذة الجامعيين، والكتاب ورجالات الإعلام.