الرأيسلايدر

الاستهتار بالحجر.. شبيه بالتحريض على القتل

الدار/ رضا النهري:

من حسن الحظ أن أغلبية المغاربة يلتزمون بصرامة بالحجر الصحي بسبب وباء “كورونا”، وهؤلاء يضحون بأشياء كثيرة من أجل تجاوز المحنة، بنا فيها التضحية بالعمل، في الوقت الذي نجد أشخاصا لا يتوفرون حتى على عمل، ويمارسون دورا مخربا للحجر الصحي، في استهتار غير مسؤول.

وخلال الايام القليلة الماضية، لوحظ تراخ كبير في تطبيق إجراءات الحجر الصحي، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول أسباب ذلك، هل هو استهتار الناس، هل هو تراخي السلطات، أن هما معا، وفي كل الأحيان فإن الاستمرار في هذا التراخي، إن لم يتم تداركه، سيجعلنا نؤدي الثمن غاليا.

هناك مظهر آخر من مظاهر الاستهتار، وهو واستخدام وسائط التواصل الاجتماعي، ليس من أجل نشر الإشاعات، بل لترويج أفكار تحريضية ضد الحجر، من بينها تلك التي تعتبر الخروج من الحجر نوعا من أنواع “القفوزية”، أقلها أولئك الأشخاص الذين يتفاخرون، بغباء نادر، أنهم يخرجون يوميا من المنزل، حتى من دون الحاجة إلى ذلك، وأحيانا يفعلون ذلك من أجل شراء بيضة، ويكتبون ذلك على حساباتهم بوسائط التواصل الاجتماعي.

أسوأ ما يمكن ان يصيب المجتمعات هو أن يكون من بين أفرادها أشخاص من هذه الطينة، صم عمي بكم فهم لا يعقلون، مستعدون للتضحية بمجتمع بكامله من أجل أنانية مريضة، وهؤلاء ينبغي أن يكونوا موضوع محاسبة شديدة، لأن ما يقومون به ليس مجرد خرق لقوانين صحية واجتماعية صارمة، بل إنهم يحرضون على قتل غيرهم بطريقة غير مباشرة.

في بلدان كثيرة لعبت الغرامات دورا أساسيا في تحجيم خروقات الحجر، وفي الجارة إسبانيا تتراوح الغرامة ما بين 600 و1200، وهي تطبق على الجميع من دون رحمة،، بمن فيهم رئيس حكومة سابق تم ضبطه يمارس رياضة العدو في وقت كانت صرامة الحجر على أشدها.

لقد مررنا بأسابيع طويلة من الحجر أبان فيها أغلبية المغاربة عن نضج كبير، وهؤلاء يحسون بغصة في حلوقهم عندما يقارنون ما بين التزامهم وبين استهتار الآخرين،

زر الذهاب إلى الأعلى