هذه الـ VPN المبنية على البلوكتشين قد تكون مستقبل الخصوصية
قد يكون من الخطأ أن نبالغ في ثقتنا بالشبكات الافتراضية الخاصة VPN وفي محافظتها على سريّة تصفحنا للانترنت، فنحن نستخدم خدمةً نعلم في النهاية أن جميع بياناتنا ستصب من خلالها لدى شركة واحدة هي شركة مقدم الخدمة، كما لم ير أغلبيتنا خوادمها رأي العين قط.
هذه هي المشكلة الجوهرية حتى مع أحسن الشبكات الخاصة الافتراضية VPN، فبالرغم من كل المراقبات والشفافية التي تفرضها العديد من الشركات، لا يزال هذا المجال معتمداً على ثقة المستخدم في مقدم الخدمة.
وفي النهاية، لا تزال شركات الشبكات الخاصة الافتراضية VPN ناجحة في المحافظة على سمعةٍ حسنةٍ. لكن، ماذا لو وُجدت تقنية للشبكات الخاصة الافتراضية لا تستلزم ثقتك بها لتعمل؟
أوركيد نحو ورؤية جديدة لخدمة VPN
يُمكنك الدخول لموقع أوركيد Orchid وهي منصة نطاق ترددي IP لا مركزية مُصممة لتخفي هوية المستخدم وتكون غير خاضعة للرقابة. مع تطبيق سيُطلق في ديسمبر القادم، يُمكنك استخدام عملة مشفرة فريدة مبنية على شبكة أثيريوم تُدعى OXT للدفع مقابل نطاق ترددي IP لتستخدمه بدون اشتراك. والهدف الرئيس من العملية كلها هو توزيع ثقتك على عدة شركات من مزودي الشبكات الخاصة الافتراضية بدلاً من حصرها لدى شركة واحدة، وهذا عن طريق تقسيم تدفق حزمة معلومات تصفحك على الأنترنت، وهكذا لا يمكن لكيانٍ واحدٍ رؤية الصورة الكاملة لما تفعله.
الهدف النهائي لشركة أوركيد هو إنشاء شبكة توفر الخصوصية مشابهة لما يُقدمه متصفح تور (TOR)، الذي يُقدم نظاماً تنتقل فيه حزم معلوماتك من نقطة اتصال تسمى “عقدة (node)” إلى أخرى لمنع أي محاولة تطفل محتملة على تصفحك. لكن على عكس تور، والمبني على عُقد يُديرها متطوعون، لدى مشغلي عُقد أوركيد حوافز مالية للحفاظ على سرعات عالية.
تتضمن اختلافات أوركيد الرئيسة الأخرى عن تور أنه يُشكل الجيل القادم من تقنية الخصوصية.
على سبيل المثال، إحدى أشهر عقبات استخدام تور هي بطء سرعة التصفح بسبب انتقال حزم المعلومات بين عدة عُقد للمتطوعين. وقد تنافس مزودي خدمة الشبكات الخاصة الافتراضية لحل هذه المشكلة ولزيادة السرعات، وغالباً ما يكون هذا على حساب الخصوصية.
من جهة أُخرى تَعِد أوركيد بشبكة افتراضية خاصة بلا بطء في السرعات، بالإضافة لخصوصية أفضل مع كل تنقل للمعلومات بين العقد.
“حالياً، مع النتائج التي نحصل عليها، يمكننا القيام بأمور مثل بث فيديو لتطبيق الواتساب، حتى مع تنقل البيانات لمرتين بين العقد”، حسبما قال ستيفن ووترهاوس أحد مؤسسي أوركيد. يمكن لزيادة السرعة هذه أن تسمح بتوفير طبقة إضافية من الخصوصية لأي برنامج متصل بالإنترنت على حاسوبك أو هاتفك المحمول دون التباطؤ المعتاد من متصفح تور.
وأضاف ووترهاوس أن “هناك شركات تدعم تنقلات متعددة للبيانات بين العقد، لكن (تظل) هذه الحركات المتعددة في نفس الخادم. لذا، لا يساعد ذلك كثيراً لأن شركات (الشبكات الخاصة الافتراضية) ستظل قادرة على تسجيل كل تلك المعلومات. ولكن في نظامنا، تنتقل البيانات بين مزودي خدمة مختلفين”.
لذا، من المستحيل تقريباً أن يستطيع أي شخص الإطلاع على نشاطك.
يقودنا هذا إلى الحدود الحقيقية لما يمكن أن يمنحه متصفح تور لخصوصيتك. تغذية جميع تطبيقاتك المتصلة بالإنترنت -سواء أكان تطبيق محادثة مرئية أو لعب على الإنترنت- من خلال ممر مُشفر عادةً ما يكون وظيفة الشبكة الافتراضية الخاصة، وليس متصفح تور.
يشير جاي فريمان -المؤسس المشارك لأوركيد- إلى أن العديد قد طوروا حلولاً جديدة، بينما بنية تور الأساسية مصنوعة خصيصاً للاستخدام مع متصفح.
“صُمم (تور) خصيصاً من البداية لحل مجموعة ضيقة مُحددة من المشاكل المتعلقة بتصفح الإنترنت. لذا، لا يمكن على الإطلاق إجراء أشياء مثل مكالمة فيديو عبر تور وجعلها تعمل بشكل جيد”، حسبما قال فريمان.
مستقبل الإنترنت العميق
تتسبب هذه الحدود الموجودة في تور -في عصر يكاد يحتاج فيه أي برنامج تستخدمه للاتصال بالإنترنت- في التركيز على تقنية أوركيد المختلطة. نظام يجمع بين السرعة وبين زيادة تحركات البيانات بين العقد، مع حماية مشفرة على مستوى النظام حيث لا يستطيع أي مزود خدمة رؤية الصورة كاملة؟ يمكن لهذا ألا يغير فقط اللعبة، بل يستطيع تغيير قواعد اللعبة نفسها.
تعد أوركيد ببديل لحماية الخصوصية مع عدد أقل من الحدود، والتي وُضِّحت في الورقة البيضاء المتاحة للجمهور. ترتبط معظم الحدود بحدود عملة أثيريوم نفسها، مما يعني أن أي شيء يمكن أن يسقط شبكة أثيريوم (وهو غير محتمل في هذه المرحلة) يمكن أن يسقط أوركيد. وبالمثل قد تكون قدرة أوركيد على التوسع محدودة لعدد قليل من المستخدمين في ظل ظروف معينة للشبكة.
أحد العيوب الأخرى في أوركيد هو نظام الدفع “نانو بايمينت nanopayment”، والذي يمكن أن يكون بمثابة عقبة في الوفاء بوعود الخصوصية. فعلى الرغم من زيادة الخصوصية المقدمة باستخدام العملات المشفرة، ستظل بحاجة إلى إخفاء هوية مالك أي عملة OXT قبل الولوج في نظام الدفع في أوركيد لضمان درجة أكبر من سرية الهوية.
“نحاول الجمع بين أهم فوائد بروتوكولات الشبكات الخاصة الافتراضية الأخرى، ليكون لديك ما يشبه نظام الشبكات الخاصة الافتراضية التي تعالج جميع أنواع حركة البيانات المختلفة على حاسوبك”، حسبما قال فريمان.
وأضاف “نحاول في الوقت نفسه جعل حركة البيانات طبيعية للغاية، بمعنى أن تصبح شيئاً يمكن لمتصفح الويب أن يولّده بنفسه. مما سيسمح بتفادي الكثير من جدران الحماية التي تحاول إجراء تحليلات واكتشاف البروتوكولات”.
ومع هذا، ربما يكون أكبر عيب في أوركيد هو الأمر نفسه الذي يُميز للغاية كونها تقنية خصوصية جديدة، وهو صعوبة شرح فكرة وجود شبكة خاصة افتراضية مختلطة ممولة بالعملات المشفرة تعتمد على تداول النطاق الترددي. لكن ووترهاوس قال إن أوركيد تتجه نحو إتاحة تجربة استخدام أسهل.
ليس لدى أوركيد حالياً سوى تطبيق أندرويد، لكن ووترهاوس قال أن منصات أخرى ستُصدر قريباً.
وأضاف “نُركز بالتأكيد على محاولة تسهيل استخدامها ووصولها لأشخاص أكثر. وهذا هو نهجنا في برمجة التطبيقات”.