البرلمان الأوروبي يصادق على الاتفاق الزراعي مع المغرب ليشمل الصحراء
الدار/ عفراء علوي محمدي
وجه البرلمان الأوروبي صفعة قوية إلى جبهة البوليساريو، بعد مصادقة أغلبية الأعضاء، قبل لحظات يومه الأربعاء، في جلسة عمومية بستراسبورغ، على اعتماد الاتفاق الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي ليشمل الأقاليم الجنوبية، حيث صوت 444 عضوا على الاتفاقية الزراعية، بينما صوت 167 عضوا ضدها، وامتنع 68 عن التصويت.
وأعلن برلمان القارة العجوز شروعه في تمديد التفضيلات التجارية لتشمل المنتوجات الفلاحية القادمة من الصحراء، وعلى الرغم من تحذير أعضاء البوليساريو من اعتماد الاتفاق، ودعوتهم لاستثناء المنتجات الفلاحية الصحراوية من الاتفاق الدولي، فإن طلبهم قوبل بالرفض والتجاهل.
وفي هذا الصدد، قال نوفل البعمري، المحلل السياسي المهتم بشؤون الصحراء، إن اتفاقية التبادل الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي "لا تفصلنا كثيرا عن قرار تجديد اتفاقية الصيد البحري، وهي بمثابة إعلان عن دخول المغرب مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية تطبعها الثقة وتعكس مصداقية المغرب أمام المنتظم الدولي".
وأوضح البعمري، في تصريح لموقع "الدار"، أن تجديد الاتفاقيتين "جاء بعد نقاش واضح بين طرفيه، طبعته الصراحة و الحزم في الدفاع عن مصالح المغرب الحيوية، وجاء كتقييم أوروبي لمدة احترام المغرب لالتزاماته"، مبرزا أن مسؤولي البرلمان الأوروبي زاروا المغرب والمنطقة، وعقدوا لقاءات مع الساكنة المحلية والمنتخبين، وهذا ما جعلهم يرفعون توصية بتجديد الاتفاقيتين.
وكشف المحلل السياسي أن التجديد أجاب في البروتوكول الملحق به على سؤال مراعاة الاتفاقية للقانون الدولي، من خلال إشراك المنتخبين فيه والتنصيص الصريح و الواضح على استفادة الساكنة المحلية من عائدات الاتفاقيتين.
واعتبر أن تجديد الاتفاقيتين "يعكس انتصارا سياسيا للمغرب والديمقراطية المحلية، حيث تعامل الاتحاد الأوروبي وأجهزته مع المنتخبين الصحراويين المحليين كممثلين شرعيين وحيدوين ومعبرين عن مصالح الساكنة المحلية اقتصاديا وسياسيا، وكرس صورة البوليساريو كجزء فقط من مسار أممي".
