أخبار الدار

المعارضة بمجلس الدار البيضاء تنتفض في وجه العماري

الدار/ عفراء علوي محمدي

استغرب أعضاء المعارضة بالمجلس الجماعي للدار البيضاء، إقدام عبد العزيز العماري، رئيس المجلس، على إدراج ما يفوق 80 نقطة في جدول أعمال الدورة العادية لشهر فبراير 2019، من أجل مدارستها والتصويت عليها في جلستين.

واستنكر أعضاء المجلس الجماعي للدار البيضاء إدراج هذا العدد الهائل من النقاط دون علمهم أو تزويدهم بالوثائق الخاصة بهذه المشاريع، واستدعائهم لمناقشتها في ظرف قصير لا يسمح لهم بإبداء آرائهم فيها، حيث توصلوا بالاستدعاء أول أمس الأربعاء، بينما ستعقد الدورة العادية في 5 فبراير 2019.

وفي هذا الصدد، قال عمر فرخاني، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس مدينة الدار البيضاء، إن القانون يلزم على الجماعة المحلية استدعاء الأعضاء المجلس لتدارس جدول الأعمال قبل الدورة بعشرة أيام على الأقل، مع إرفاق الجدول بالوثائق اللازمة، "وهو الأمر الذي لا يقوم به العمدة في العادة، لكن الآن سيكون من الصعب علينا القبول بهذا العبث، لأن جدول الأعمال هذه المرة يتضمن كما هائلا من النقاط، ولن يكفينا الوقت لتدارسها جميعها".

وتابع فرخاني يوضح، في تصريح لـ"الدار"، أن المجلس "زودنا بجدول الأعمال أول أمس الأربعاء، وكل هذه النقاط تستوجب تدارسها حسب نوعيتها من قبل لجان خاصة، حتى يتم التصويت عليها في الدورة".

وكل نقطة تستدعي، حسب فرخاني، أن يجتمع عليها كل فريق لمدة نصف يوم، وإلا فقد تستدعي على الأقل ساعتين، "ولذلك سيكون من الصعب علينا أن نتدارس 80 نقطة في 7 أيام فقط، وحتى عشرة أيام في هذه الحالة لا تكفي"، على حد تعبيره.

وعزا فرخاني خرق الحزب الحاكم لقانون المجلس الجماعي، "وإدراج عدد كبير من النقاط بالطريقة التي تلائمه دون مشورة المعارضة، إلى كونه يملك أغلبية مريحة جدا، هو يعلم أنه سيصادق على جميع القوانين من خلالها، وبالتالي لا يحتاج لرأي المعارضة وشاركتها في المجلس" حسبه.

وزاد "مشاركتنا كفريق لحزب الأصالة والمعاصرة في أشغال المجلس واقتراحاتنا تربك الأغلبية، لكن، وللأسف الشديد، لا يستمع إليها أحد، حتى إذا كانت الاقتراحات بناءة ومفيدة، وقد نبهنا الرئيس ونوابه بعدة وسائل، الصوم على الكلام، وانسحابنا في آخر دورة، وقلنا لهم "نهار تبغيو تحدموا عيطو لينا"، ولكن هم لا يستشرون لا مع معارضة ولا مع أغلبية" على حد قوله.

من جهته قال حسين نصر الله، عضو فريق حزب الاستقلال، إن "أي جدول أعمال لأية دورة وجب أن يعكس رؤيا استراتيجية مشتركة لجميع الأعضاء دون استثناء".

واعتبر نصر الله، في تصريح لموقع "الدار"، أن "النقاط الواردة في جدول الأعمال، بغض النظر عن كثرتها، ليست بينها أية علاقة، ولا يجمعها أي خيط ناظم"، مبرزا أن بعضها يحتاج الكثير من الوقت للتدارس، "كنقطة المصادقة على عقد النظافة التي تستدعي التدارس لدورة كاملة".

وكشف نصر الله أن رئيس الجماعة "وجه الدعوات للأعضاء في وقت متأخر من الليل، وعقد اجتماع للجان لتدارس بعض النقاط في صباح اليوم التالي"، فيحين أن هذا الاجتماع "لابد أن يسبقه تدارسنا للجدول أولا، ونحصل على الوثائق اللازمة المتعلقة به"، على حد قوله.

"لنفرض جدلا أننا سنتدارس كل نقطة في دقيقة واحدة، هذا سيأخذ منا 7 ساعات من الوقت، وهذا يعني أن الأغلبية لا ترغب من المعارضة المشاركة في مناقضة جميع النقاط، على الرغم من أن القانون الداخلي يحتم على الجميع المشاركة والتداول في جميع النقاط"، وفق تعبير نصر الله.

ويرتقب أن تعرف الدورة العادية لشهر فبراير 2019 المنعقدة في 5 فبراير الجاري غليانا ومواجهات حامية بين الأغلبية والمعارضة بالمجلس الجماعي، بسبب جدول الأعمال، الذي وصفه البعض بـ"كوكوت مينوت" بسبب إغراقه بالنقاط، ومنح الأعضاء الوقت الكافي لتدارسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى