أخبار الدار

يونس مجاهد يبرز لـ'”الدار” أهم تحدّيات المجلس الوطني للصحافة

الدار/ حاورته: عفراء علوي محمدي – تصوير: مروى البوزيدي/ توضيب: ياسين جابر

كشف يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، في حوار حصري مع قناة "الدار"، عن أبرز الصلاحيات التي تهتم بها هذه الهيئة الحديثة النشأة، كما توقف عند المشاكل التي يخوض المجلس في حلها ومعالجتها، بدأ باهتمامه بالنزاعات بين الصحافيين، وصولا إلى الاهتمام بالتكوين والإدماج الأكاديمي، دون أن ينسى التطرق للقضايا الاجتماعية التي تهم الصحافيين المهنيين، وكذا تأهيل المؤسسات الإعلامية وتطويرها لوضع لبنات الإعلام المهني المنشود، في ما يلي نص الحوار الكامل..

ما هي صلاحيات المجلس الوطني للصحافة واختصاصاته؟

صلاحيات المجلس متعددة كما جرى به العرف بالنسبة لمجموعة من مجالس الصحافة عبر العالم، ويشتغل المجلس بشكل كبير على موضوع الأخلاقيات، فضلا عن ملفات وصلاحيات أخرى مهمة، كمنح بطاقة الصحافة المهنية، والتكلف بقضايا الوساطة والتحكيم في النزاعات، والاشتغال على تأهيل المقاولة الصحفية، والقيام بدراسات والتعاون والتكوين في مجال الصحافة، إضافة إلى إصدار تقرير سنوي حول أوضاع الصحافة بالمغرب، وكل لجنة من اللجان في المجلس تهتم بملفات كبرى متعددة حسب اختصاصها.

ما طبيعة المشاكل التي يواجهها الصحافيون وكيف سيتم التعامل معها؟

هذه التجربة مختلفة عن تجارب الدول الديمقراطية، فالمهام المنوطة بالمجلس عديدة، إذ يشتغل على الملفات الأساسية للصحافيين المهنيين، فيما يخص البطاقة المهنية، وفي موضوع التكوين وكذا الولوج إلى المهنة، كذلك سيلامس مسألة مهمة، وتتجلى في معالجة أوضاع الصحافيين الاجتماعية من خلال 3 محاور: سيشتغل على موضوع الاتفاقية الجماعية، التي لابد أن تتجدد، وكذلك المشروع المطروح، والذي يتم التداول فيه الآن، وهو إنشاء تعاضدية للصحافيين، أساسا في مجال الحماية الاجتماعية، ثم تأهيل المقاولة الصحفية لتتطور في المغرب، سواء الورقية أو الإلكترونية، وكذا تشجيع التطور على مستوى الموارد البشرية. ولا يمكن للمجلس أن يشتغل دون العمل على هذه الملفات.

يبدو أن أدوار المجلس واختصاصاته تتقاطع وأدوار النقابة؟ خصوصا معالجة نزاعات الصحافيين، إذن هل إنشاء المجلس سيلغي أدوار النقابة؟

طرحت مجموعة من التساؤلات في هذا الباب، فمسألة الوساطة والتحكيم على سبيل المثال، والتي حددها قانون الصحافة السابق، تقوم على إنشاء لجنة للتحكيم، يلجأ لها الصحافي المهني لحل مشاكله، علما أنه في بلدان أخرى يتم انتخاب هيأة بها صحافيين وناشرين وقضاة للحسم في النزاعات، ولا يلغي هذا أدوار النقابة، فعلى الرغم من أن النقابة تتدخل أيضا في النزاعات، لكن بدل أن يذهب الصحافي إلى المحاكم، سيقصد المجلس، أما النقابة فتطرح المشكل، وتدافع على الصحافي، وتأتي بالملف إلى المجلس، والمجلس سيلعب دور التحكيم، لذلك فلا وجود لأي تناقض.

هل يهتم المجلس الوطني للصحافة بتكوين الصحافيين أكاديميا؟ 

التكوين الأكاديمي مهم، لكن هناك نقص كبير في الأطر، وموضوع التكوين في مجال الصحافة والإعلام موضوع كبير وبه إشكالات، هل الشهادات التي تمنحها المعاهد الخاصة ملائمة فعلا؟ ومن شأنها أن تساعد الصحافيين على الاشتغال؟ نحن نضع هذه قضايا نصب أعيننا ونناقشها ونتداول فيها، وسنصدر عددا من القرارات التي سنعمل على تطبيقها، بتعاون مع وزارة الاتصال والتربية والتكوين المهني ومع الهيئات الأخرى، وبتعاون خارجي، هذا مجال مهم، ونحن الآن في مجال الصحافة، وهناك تشكيات من بعض الشهادات التي تمنح بطرق غير مشروعة، ونحن هنا لنخوض في الأمر ونعالجه.

المجلس الوطني للصحافة حاليا في طور صياغة مشروع جديد لميثاق الأخلاقيات، حدثنا عن هذه الخطوة الهامة ؟ 

بالفعل، فتحنا مشاورات حول الموضوع، وخاطبنا هيئات الصحافيين والناشرين في هذا الصدد، ونحن الآن نشتغل على ميثاق الأخلاقيات، حيث استوحينا مضمونه من عدة مراجع، أهمها الهيئة المستقلة للاتصال وحرية التعبير وأخلاقيات المهنة التي أسستها النقابة الوطنية للصحافة وهيئة الناشرين بالمغرب، بتعاون مع منظمات حقوقية، يترأسها الأستاذ المشيشي العلمي، إذ وضعت ميثاقا مهما، وجزء كبير منها بقي صالحا الآن، كذلك اشتغلنا على مراجع أخرى، كميثاق المجلس الوطني للصحافة البلجيكي، بالإضافة إلى المواثيق التاريخية الدولية.. بصفة عامة هي مواثيق معروفة، مبادئها الكبرى تتمثل في أن هناك مسؤولية اجتماعية لدى الصحافيين والناشرين، فيما يخص مسألة السب، والقذف، والتشهير، والتحامل، والمس بالصورة الخاصة والحياة الشخصية للأفراد، والدعوة إلى العنف والتمييز العنصري، هذه هي النقاط الكبرى الأساسية التي يحضر الميثاق الخوض فيها.

ماذا عن مسألة تقنين المجال من خلال منح البطاقة المهنية للصحافيين فقط، خصوصا نجد أشخاصا يتوفرون عليها دون أن تربطهم أية صلة بالمهنة؟

نحن نحقق في الأمر من خلال العمل الذي تقوم به لجنة البطاقة، لن نسكت إذا اكتشفنا مثل هذه الأمور، كما أننا نحاول التدقيق ما أمكن، يمكن أن يحدث تسريب، ولكن في مجال ولوج المهنة سنكون صارمين، هناك شروط انتقائية، وشروط أخرى مطابقة للقانون ستدرج أيضا، ولا يمكن أن نسمح بأن يقع ابتذال للمهنة بأي طريقة من الطرق.

علاقة بالتكوين الإعلامي.. وأقصد هنا رواج صحافة الفضائح والإثارة، ما موقفك من هذا الأمر؟

الإثارة ضرورية في الصحافة، ولا بديل عنها حتى في الصحافة الورقية، يبقى الحديث عن هل هي إثارة مجانية وهي مجرد طريقة للبحث عن أشياء غريبة أو فضائحية، أو هي إثارة مبنية على أشياء مهمة، وهناك تحقيقات جدية يمكن القيام بها وفيها إثارة، هذه مسألة ليست بسيطة وليس من السهل معالجتها، فمن الصعب القول للصحف وخاصة الإلكترونية أن لا يجب أن تكون لديكم إثارة، هذا أمر صعب.. لذلك نحتاح إثارة هادفة وفيها نوع من التربية والأخلاق، لكن، هل الصحافيون يبحثون عن هذا عمدا؟ أعتقد أن المسؤولية هنا مشتركة، لأن هناك رؤساء تحرير ومديري نشر يطلبون هذه الإثارة.. إن التوجيه الذي وجب أن يكون لدى رؤساء التحرير على وجه الخصوص وكذلك عند مديري النشر هو كيف يمكنهم أن يوجهوا الصحافيين نحو الموضوعات المهمة جدا والمثيرة، ليس ترك الصحافي يشتغل بفرده، يجب أن تكون هناك هيئة تحرير، واجتماعات أسبوعية، نريد نوعا من التكوين، ليس للصحافيين فقط بل لرؤساء التحرير ومديري النشر أيضا.

نشر أحد المواقع الإلكترونية خبرا مفاده أن مجاهد يحاول السيطرة على النقابة، ويخطط لتنصيب 4 اتحاديين في المؤتمر الوطني، غير أن الأعراق الديمقراطية تجعله في حال تناف، تمنعه من مزاولة المهام القيادية في مؤسسات أخرى، ما ردكم على هذا؟

القانون المحدث للمجلس لا يمنع أعضاء المجلس من الانتماء إلى هيئة نقابية أو مؤسسة أخرى، وهذا ليس فقط في المغرب بل في العالم كله، وأنا ابن النقابة وقدمت منها، ولا يوجد أي تناف نهائيا في أن يمارس الإنسان حقه كمواطن، ولا يمكن فقط، لأنك عضو في المجلس، أن تنفي على نفسك أو تنفي على الآخر أن يمارس حقه كمواطن أو مناضل في نقابة، إذن هذه مسألة غير منطقية، أما الإشاعة التي تروج، والتي تهم تنصيبي لاتحاديين أعرفهم في المؤتمر الوطني، في الحقيقة هذا كلام تافه، ولينشر في موقع أو جريدة هذا يعني أن هناك تفاهة في التفكير، لأن المؤتمرات فيها انتخابات، ولا يمكن أن نقوم بتنصيب شخص مكان آخر، ومن يردد هذا الكلام، بكل صراحة، يحتاج التكوين، القارئ ليس مغفلا، ولا يمكن أن تمر مثل هذه الأشياء ومؤتمر النقابة يشهد انتخابات ديمقراطية، هذا الكلام الهدف منه هو الإساءة، لكننا تجاوزنا هذه الأمور، نحن نتمنى أن نشتغل جميعا من أجل تخليق المهنة وتجاوز السلبيات وبناء مهنة نبيلة، لأننا نواجه تحديات أكبر من هذه القضايا التي تبدو بسيطة الآن، التحدي يكمن في كيفية تطوير الصناعة الإعلامية، وكيف يمكننا تأهيل المقاولات الإعلامية، حتى تستمر المقاولات الورقية وحتى تزدهر الصحافة الإلكترونية التي تعاني من مشاكل كبيرة، ومنذ تنصيب المجلس قلنا أننا الآن سنشتغل مع الجميع، وسننسى الماضي، الذي يهمنا الآن هو المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى