علوم وتكنولوجيا

“جرايل” تكنولوجيا جديدة تمكن المكفوفين من التعرف على الصور

صمم باحثون صينيون نظام عرض مبتكرا نموذجيا يسمح للمكفوفين وضعاف البصر بالتعامل مع المعلومات البصرية بكفاءة ومساعدتهم على فهمها، على أمل أن يستفيدوا بشكل أكبر من عصر الإنترنت والمعلومات. 

وأطلق على النظام اسم "جرايل" وتم تطويره بواسطة جامعة تسينغهوا، وهو نموذج أولي يتضمن حاسوبا وشاشة عرض غير عادية، تتكون الشاشة من دبابيس مصفوفة تحتوي على 7200 نقطة من اللمسات الصغيرة التي يمكن رفعها وسحبها، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا".

ويتحكم الكمبيوتر في مصفوفة الشاشة لعرض المعلومات الرسومية في نقاط اللمس المرتفعة، والتي يمكن قراءتها عن طريق اللمس بواسطة المكفوفين.

ويتيح هيكل القفل الذاتي قفل النمط البارز من أجل القراءة، كما أن العرض قابل للتحديث ويسمح للمستخدمين بالشعور بمجموعة متتالية من الصور.

ويتميز "جرايل" بواجهة توجيهية تعمل باللمس، وتوفر تجربة تفاعلية متعددة القنوات من خلال تقديم كل من تجربة اللمس والصوت.

قاد البحث والتطوير للنموذج الأولي شو يينغ تشينغ، أستاذ ومدير مختبر المستقبل في جامعة تسينغهوا، وقال شو "تقدمنا ​​بطلب للحصول على براءات الاختراع ونأمل أن يتم تسويقها قريبا". 

وظهر النموذج الأولي إلى النور نتيجة لسنوات من البحث والاستكشاف، وبدأت الفكرة في عام 2009 عندما كان شو، وهو خبير في تصميم رؤية الكمبيوتر والتفاعل، يعمل على مشروع رقمنة للتراث الثقافي.

ولاحظ شو أن الزوار المكفوفين يمكنهم فقط استيعاب المعلومات من خلال المقدمة الصوتية المحولة من النصوص، فيما كان عدم توفر المعلومات البصرية عائقا بالنسبة لهم للاستمتاع بمعروضات المتحف.

وزار فريق شو مدرسة بكين للمكفوفين لمعرفة المزيد حول حاجاتهم في التعامل مع المعلومات البصرية، وأكد شو أن المعلومات البصرية مهمة لحياة هؤلاء وتعليمهم، فبالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يكونوا مدلكين، عليهم أن يضعوا في اعتبارهم صور التشريح البشري ويفهموها. 

وأضاف شو أنه صادف العديد من الطلاب المكفوفين ممن يتوقون إلى تعلم المزيد من خلال أجهزة الكمبيوتر والإنترنت، وأضاف: "مع ذلك، في عصر الإنترنت المزدهر بالمعلومات البصرية مثل الصور ومقاطع الفيديو، هناك فجوة واسعة في المعلومات بين المستخدمين المكفوفين والمبصرين. ونحن بحاجة إلى تسهيل الوصول إلى المحتوى المرئي". 

وتعد كيفية جعل الصورة الملموسة قابلة للاستيعاب للأشخاص ضعيفي البصر أمرا ضروريا لتطوير الكمبيوتر.

وعلق شو بأن الصورة الملموسة على الشاشة هي أكثر من مجرد رسم للخطوط العريضة للصور حيث إن المكفوفين لديهم معرفة مختلفة للصور الملموسة. 

وأمضى قونغ جيانغ تاو، طالب دكتوراه في جامعة تسينغهوا والمسؤول عن التصميم الجرافيكي للحاسوب، حوالي 500 ساعة في التفاعل مع الطلاب المكفوفين من أجل الحصول على معرفة مباشرة أكثر عن الإدراك البصري للمكفوفين.

وقال قونغ جيانغ تاو: "من الصعب عليهم فهم المنظور حتى عندما نريد عرض أشياء ثلاثية الأبعاد، قد نختار سطحا أو أكثر لتمثيله. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصور المتماثلة أكثر قابلية للتمييز بالنسبة لهم".

وأقام قونغ وفريقه دراسة ميدانية على 242 صورة ملموسة تضم عناصر مشتركة واختبار ما إذا كانت التصاميم مناسبة للإدراك الملموس للمكفوفين.

ثم استخدموا أساليب التعلم الآلي لتحليل كمية كبيرة من التعليقات وتلخيص 22 سمة قد تسبب صعوبة التعرف من خلال اللمس. وعملت النتائج كمبادئ للتصميم العالمي لاستيعاب الصور عن طريق اللمس ويمكن إنشاء المزيد من الصور باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

وأكد شو أن نجاح النموذج الأولي استند إلى أبحاث متعددة التخصصات تضم خبراء في التصميم وعلوم الكمبيوتر وعلم النفس والعلوم الطبية.

وقال: "على سبيل المثال، يمكننا القيام بصور الرنين المغناطيسي الوظيفي لنشاط الدماغ لاكتساب فهم أفضل للآليات المعرفية للصور الملموسة".

كما يتعاون فريقه مع شركات الإنترنت بما في ذلك بايدو وعلي بابا لإفادة المستخدمين المكفوفين في المزيد من المجالات.

وأضاف شو: "نأمل أن يتم توسيع نظام العرض المرئي الملموس استنادا للتطبيقات عبر الإنترنت، مع وظيفة تصفح الإنترنت".

وكان يانغ قوانغ، وهو طالب مكفوف من كلية التربية الخاصة بجامعة الاتحاد في بكين، متحمسا عندما استخدم النظام لاختيار كوبه المفضل من 6 أكواب بنماذج مختلفة على منصة التسوق.

وقال يانغ "في الماضي، كان بإمكاني فقط الاستماع إلى الوصف النصي للبضائع من خلال برنامج قراءة الشاشة، ولكن الآن يمكنني استيعاب وصف الصورة".

ويعمل الفريق على إصدارات محسنة من النظام، كما يخطط لطرح المزيد من الإصدارات المصغرة في المستقبل.

وأكد شو أنهم يحاولون خفض تكلفة النموذج وجعلها في متناول مزيد من المستخدمين المكفوفين.

من جانبه أشاد ليو شي مينغ، نائب رئيس الاتحاد الصيني للمعوقين، بالنظام وجهود الفريق، قائلا: "النظام المبتكر يجعل المعلومات البصرية أكثر سهولة بالنسبة للمستخدمين المكفوفين. ومع المزيد من البحث والابتكار في تطوير التكنولوجيا المساعدة للمعوقين، فإنني مفعم بالأمل لمجتمع معلومات أكثر احتواء لذوي الإعاقة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى