الرياضةسلايدر

عادت الكرة: فداوني بالتي كانت هي الداء..!

الدار/ رضا النهري:

عندما كان العالم يبدو غير آبه بفيروس كورنا، الذي اعتقد كثيرون، في البداية، أنه لن يغادر حدود الصين، كانت مباريات كرة القدم الأوربية تجري في ملاعب مترعة عن آخرها بالجمهور، وكانت تلك البداية لتفشي العدوى التي جعلت أوربا تؤدي ثمنا غاليا.

وحتى بعد أن حاصر الخطر أسوار أوربا، فإن الكثير من مباريات كرة القدم ظلت تجري أمام جماهير غفيرة، خصوصا في مباريات التشامبيونز، مثلما حدث في المباراة الشهيرة التي جرت بإيطاليا بين فريقي أتالانتا الإيطالي وبلنسية الإسبانية، والتي تم وصفها بأنها قنبلة بيولوجية، وبعدها جاءت القنبلة البيولوجية الأخرى في إنجلترا، بين ليفربول الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني.

اليوم، يعتبر كثير من خبراء منظمة الصحة العالمية أنه لولا تلك المباريات “المشؤومة” لما كانت حالة الفيروس وصلت إلى ما هي عليه الآن، وأن الكرة لعبت دورا كبيرا في جعل الناس يقبعون في منازلهم كل هذه المدة الطويلة.. وبدون كرة حتى في التلفزيون.

الآن، وبعد أن مرت مياه كثيرة من تحت الجسر، عادت الكرة لكي تتحول من داء إلى دواء، واعتبر الخبراء أنفسهم أن عودة مباريات الكرة إلى التلفزيون، ستكون بردا وسلاما على الملايين من الناس، الذين أصيبوا، خلال مرحلة الحجر الصحي، بحالات عويصة من الملل الذي وصل حد الاكتئاب، وأن الكرة وحدها قادرة على منحهم جرعة كبيرة من ترياق الشفاء.

والمثير أن البلدان التي عرفت أكبر نسبة من الإصابات والوفيات في أوربا، مثل إيطاليا وإسبانيا، هي التي عادت أولا إلى استئناف مباريات الدوري، فيما يشبه استعمال الداء من أجل الدواء، حيث منحت مباريات الكرة إحساسا كبيرا بالسعادة لدى قطاع عريض من الناس، واعتبروها أملا حقيقيا للقضاء على ما تبقى من ذيول فيروس “كورونا”.

عودة مباريات الكرة إلى الملاعب لم تُعد الأمل فقط لصناديق الفرق التي كانت على شفا الإفلاس، بل أعادت الأمل لنفوس الكثير من عشاق الكرة المستديرة، الذين يشاهدون هذه الأيام الليغا والكالتشيو والبوندسليغا، وقريبا البريمرليغ، فيحسون بأنهم صاروا في حالة أفضل من ذي قبل، وهذا هو سحر الكرة، أي أنها قد تكون الداء.. والدواء.

زر الذهاب إلى الأعلى