الدار/ رضا النهري:
عندما تكون درجة الحرارة هذه الأيام 40 درجة مائوية في الظل، وعندما يكون الشارع ممتلئا بالمخاوف من تفشي فيروس كورونا، وعندما تصبح شواطئ البحر خاضعة لإجراءات غير مسبوقة للتباعد الاجتماعي، فإن الحل، ولو جزئيا، يكمن في المزيد من المحاولات لإغراء الناس بالبقاء في منازلهم عبر مختلف الوسائل.
من بين الوسائل الأكثر نجاعة لإلهاء الناس وحثهم على عدم مغادرة جدران منازلهم في زمن الحجر الصحي، كانت الأفلام التي تبث على مدار اليوم في الكثير من القنوات التلفزيونية المختصة وغير المختصة، والتي نجحت، إلى حد كبير، في جعل المكوث في المنزل بمثابة سجن شبه وردي.
لكن أن تطول مدة الحجر لما يقارب الأربعة أشهر فإن أعتى الأفلام لا يمكنها أن تغري الناس بالبقاء في المنزل، حتى لو كانت أفلاما على قدر كبير من التميز ونزلت حديثا إلى القاعات، لذلك تعمل القنوات التلفزيونية على سلك محاولة أخرى لعلها تنجح في ربط المزيد من الناس إلى الشاشات الصغيرة، عوض المخاطرة بالخروج إلى شارع لم يعد منضبطا بالمرة لإجراءات التباعد الاجتماعي.
وتعمل القنوات التلفزيونية، في عدد كبير من بلدان العالم، خصوصا تلك التي تعيش تفشيا كبيرا للفيروس، على بث مسلسلات تلفزيونية شهيرة، خصوصا تلك التي حققت نجاحا باهرا في العقود الماضية، والتي يمكنها أن تسهم في إبقاء الناس لفترات أطول في منازلهم.
وحسب إدارات هذه القنوات، فإن المسلسلات تملك قدرة أكبر على ربط المشاهد بها، خصوصا وأنها تبث يوميا، أو لأكثر من مرة في اليوم، كما أنها طويلة الحلقات، وتتضمن حبكاتها قدرة على جعل الناس يرتبطون بأحداثها أكثر مما يفعلون مع الأفلام.
أغلب المسلسلات التي بدئ بثها تعود إلى فترات الخمسينيات والستينيات، والتي لقيت شهرة واسعة وقتها، وتتضمن مواضيع على قدر كبير من التنوع، بدءا بالكوميديا ومرورا بالدراما الاجتماعية والفانتازيا وانتهاء بمسلسلات الرعب والخيال العلمي، مع أسماء بارزة من نجوم السينما والتلفزيون، وهي أسماء كان المشاهدون الحاليون يتوقون على إعادة اكتشافها، فتحقق ذلك بفضل فيروس “كورونا”.