يسلط كتاب “جزر الكناري .. منصة إستراتيجية في العلاقات الإسبانية المغربية” الذي صدر مؤخرا في إسبانيا ويضم حوالي عشرين مقالة تحليلية وقعها عدد كبير من الشخصيات الإسبانية والمغربية من عالم السياسة والبحث العلمي والدبلوماسية والاقتصاد والثقافة الضوء على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين المغرب وإسبانيا وجزر الكناري . ويستكشف هذا الكتاب الذي يضم 23 مقالة تحليلية موزعة على 240 صفحة مختلف مجالات التعاون بين المغرب وجزر الكناري وإسبانيا وكذا الآفاق والفرص المتاحة لتقوية وتعزيز علاقات التعاون والشراكة.
ويقدم هذا المؤلف الذي أشرف على إعداده رافائيل إسبارزا ماشان الباحث الجامعي والمتخصص في قضايا منطقة المغرب العربي تقييما إيجابيا لمختلف أوجه ومراحل التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف للمغرب مع جيرانه الإسبان والأوروبيين كما يستعرض الآليات والمرتكزات الكفيلة بدعم وتعزيز هذه العلاقات الاستراتيجية.
وبعد أن يستعرض مجموعة من الاقتراحات والتأملات حول حاضر ومستقبل العلاقات بين المغرب وجزر الكناري وإسبانيا وأوروبا يؤكد كتاب “جزر الكناري .. منصة استراتيجية في العلاقات بين إسبانيا والمغرب” على أن زيارة الدولة التي قام بها عاهلا إسبانيا الملك فليبي السادس والملكة ليتيسيا إلى المغرب في فبراير 2019 شكلت علامة فارقة جديدة في العلاقات المتميزة والمتفردة التي تجمع بين العائلتين الملكيتين وبين حكومتي البلدين .
وفي هذا السياق أكد المشاركون في إنجاز هذا الكتاب على أن العلاقات بين البلدين تمر بفترة جد إيجابية تتميز بالدينامية والتفاهم والحوار والتنسيق في مختلف المجالات .
كما سلطوا الضوء على مختلف القضايا التي تتعلق بتنمية وتطوير العلاقات بين المغرب وإسبانيا بصفة عامة مع التركيز بشكل خاص على جزر الكناري باعتبارها منصة استراتيجية لدعم وتعزيز علاقات التعاون الثلاثي (المغرب – جزر الكناري – إسبانيا).
وأبرز جيرونيمو سافيدرا أسيفيدو وزير الإدارة العمومية والتعليم الأسبق في الحكومة الإسبانية والرئيس السابق لجزر الكناري في تقديمه لهذا الكتاب البعد الأوروبي والأطلسي للعلاقات مع المغرب مشددا على أن جزر الكناري تولي اهتماما خاصا لتقوية وتعزيز ” التقارب مع جنوب المملكة ” .
وقال سافيدرا أسيفيدو أول رئيس لأرخبيل الكناري الذي قام بزيارة رسمية إلى المملكة عام 1986 إن المغرب وجزر الكناري مدعوان لأسباب جغرافية وتاريخية واقتصادية وثقافية للمضي قدما في تعاونهما بهدف جعل هذه العلاقات قاطرة للتنمية في المنطقة .
وشدد على أن “المغرب يواصل تنميته الاقتصادية في إطار من الاستقرار السياسي النموذجي في إفريقيا” مضيفا أن المملكة نجحت في خيار تكريس وتعزيز نظامها السياسي والديمقراطي .
ويشكل هذا المؤلف الذي جمع بين دفتيه إسهامات مسؤولين سياسيين وأكاديميين وباحثين وخبراء محللين ودبلوماسيين دعوة إلى استكشاف وجهات النظر المتعددة حول مستقبل العلاقات بين المغرب وإسبانيا وكذا دعوة للاستفادة من الإمكانيات والفرص الاقتصادية المتاحة وبالتالي ترسيخ علاقات التعاون والشراكة بين البلدين .
المصدر: الدار- وم ع