الدار/ رياضة:
المصائب لا تأتي فرادى.. هذه المقولة تنطبق بقوة هذه الأيام على فريق برشلونة، الذي كلما خرج من صدمة إلا ودخل في أخرى، وصار في النهاية مهددا بفقدان الصراع على نيل لقب الليغا، الذي كان أقرب إليه من حبل الوريد قبل توقف “الكوفيد”.
ويجد فريق برشلونة نفسه أمام وضعين مرّيْن، الأول هو فقدانه ريادة الليغا لفائدة غريمه التقليدي ريال مدريد، الذي انتفض خط هجومه بعد التوقف الاضطراري خلال الحجر الصحي، والثاني المشاكل الداخلية المزمنة داخل الفريق الكتلاني، والتي صارت تؤثر بشكل كبير على تلاحم صفوف لاعبيه، وبالأخص، تلاحم لاعبيه وطاقمه التقني.
وفي المباراة الأخيرة التي خاضها فريق برشلونة بميدانه أمام فريق أتلتيكو مدريد، والتي انتهت بتعادل مخيب، بدا واضحا أن المدرب، كيكي سيتيين، حسم اختياراته فيما يخص لاعبيه المفضلين، ووضع على الهامش لاعبين آخرين، أبرزهم الفرنسي أنطوان غريزمان، الذي اشتراه البارصا بمبلغ كبير جدا يفوق المائة والعشرين مليون أورو.
لكن العلاقة بين سيتيين وغريزمان تعدت ما هو كروي لكي تصل إلى ما يشبه صراعا شخصيا حادا، وهو ما ترجمه المدرب عند إدخاله اللاعب في الدقيقة التسعين ليكمل الدقائق الأربعة المتبقية من مباراة البارصا والأتلتكيو، وهو ما أجمعت وسائل الإعلام الإسبانية على وصفه بالإهانة، إلى درجة أن شقيق غريزمان لم يتردد في القول، في تدوينة له، بأنه كان يرغب في البكاء عندما شاهد شقيقه يلج الملعب في الدقيقة التسعين.
لكن قضية غريزمان ليست سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد. فحتى اللاعب الأرجنتيني، ليونيل ميسي، الذي عوّل ويعوّل عليه فريق البارصا كثيرا في كل إنجازاته، صار الجفاء يطبع علاقته بالطاقم التقني، وخصوصا مع مساعد المدرب، إيدر سارابيا.
بدوره فإن المهاجم الأرغوياني، لويس سواريث، لم يتردد في الآونة الأخيرة في وضع سلة الهزائم السلبية على ظهر المدرب وطاقمه لتقني، في تبرئة واضحة للاعبين من أي تهاون محتمل، وهذا ما أصبح يشي بأن أيام المدرب سيتيين على رأس الفريق صارت معدودة، وأن البارصا يحتاج إلى انتفاضة جديدة يستعيد بها هيبته في الملاعب الإسبانية.