الرأيسلايدر

“البيجيدي” نقي.. حتى لو اتسخ.. وعلى وضوء.. حتى لو أحدث..

الدار/ افتتاحية

حزب العدالة والتنمية لا يمكنه أن يخطئ، وأعضاؤه خليط من الخلفاء الراشدين والأئمة المعصومين والمهدي المنتظر، وفيهم أيضا نسخ كثيرة من عمر ابن عبد العزيز.

في كل القضايا الفضائحية التي مر بها هذا الحزب، بعد وصوله إلى السلطة فقط، رفض أن ينصاع للقوانين البشرية ويعترف بأنه حزب يمكنه أن يخطئ، وأن أعضاءه بشر ككل البشر، يمكن أن يعشقوا ويتزاوجوا ويطمعوا ويسخروا من الشعب ويستمنوا ويحصلون على أموال الريع ويتعاونون على القذف مع كل صبح.

وعندما انفجرت فضيحة الوزير مصطفى الرميد حول مستخدمة مكتبه التي رحلت إلى دار البقاء وهي غير مسجلة في الضمان الاجتماعي بعد ربع قرن من العمل، كان المخرج واضحا، وهو تحميل الخطأ للمرأة، وهي امرأة ميتة، لا يمكنها أن تنفي عن نفسها تهمة تحملها المسؤولية في عدم تسجيل نفسها في الضمان الاجتماعي. رفاق العثماني واضحون جدا، فيمكنهم تحميل مسؤولية أخطائهم للأموات.. لسبب بسيط.. لأنهم ليسوا بشرا ولا يمكنهم أن يخطئوا.

هم يرتكبون الفضائح فقط، لكنهم لا يخطئون. وعندما أراد وزير أن يحتفل المغاربة كلهم معه بعيد ميلاد حبيبته في الحكومة حين جعل عيد ميلادها يوما وطنيا لبعض الأشياء، فإن الرجل لم يندم ولم يعترف، لقد حمل المغاربة وزر سوء نيتهم. المغاربة عندهم مشكلة حقيقية.. إنهم لم يقتنعوا بعد بأن العدالة والتنمية ليست حزبا بشريا.. إنه حزب ملائكي.

في سفرياتهم وحلهم وترحالهم، وفي سترهم وتعريهم، وفي قلب طواحينهم الحمراء والصفراء، هم لا يخجلون من تحميل المغاربة سوء النية. أعضاء العدالة والتنمية ملائكة حتى لو اقترفوا أفعال الشياطين..

في القضية الأخيرة للرميد، لا يريد الناس أن يفهموا أن هذا الحزب منزه عن صغائر البشر. فالرميد طلب من مديرة مكتبه أن تسجل نفسها في الضمان الاجتماعي وهي التي رفضت.. لا يمكن أن نعرف لماذا رفضت، لأنها، رحمها الله، عند باريها. لكنها رفضت.. فلا يمكن أن نكذّب أعضاء الحزب الملائكي.

ما حدث في قضية الرميد حدث أيضا في قضية زميله أمكراز، وهما معا وزيران لقطاعين حساسين جدا، لذلك لا يخطئان.. إنهما يتجملان فقط.

عملية التجميل يمارسها حزب العثماني كله، الذي شكل لجنة مستعجلة للتحقيق في الأمر، واكتشف، بعد بضع دقائق من النقاش، أن الرميد وأمكراز نزيهان.. حتى وإن أخطآ.. ومعنى هذا في الفقه أنهما على وضوء.. حتى لو أحدثا..

نحن مغفلون جدا لأننا لم تقتنع، حتى هذه اللحظة، أن حزب العدالة والتنمية نزل إلينا من السماء السابعة، وأنه حزب نقي حتى لو اتسخ، ونزيه حتى لو أخطأ.. وبكْر حتى بعد ليلة الدخلة..

زر الذهاب إلى الأعلى