الدار/ رضا النهري:
العاهل الإسباني السابق، خوان كارلوس الأول، يعيش اليوم أصعب فترات حياته على الإطلاق، والمثير أنه يمر بهذه الفترة العصيبة جدا بعد أن بلغ من العمر عتيا، حيث تحاصره الاتهامات بتلقي رشاوى وتبييض أموال، وهي اتهامات لا يملك ضدها الكثير من وسائل الدفاع.
متاعب الملك السابق تأتي بالضبط في وقت متزامن مع حلول الذكرى السادسة لتنازله عن العرش لصالح ابنه فليبي، وهو تنازل جاء بعد سلسلة من القضايا الكثيرة التي تورط فيها خوان كارلوس، والتي وصفتها الصحافة الإسبانية والعالمية بكونها فضائح مالية.
حاليا يواجه خوان كارلوس تحقيقات قضائية صعبة تهم على الخصوص تلقيه أزيد من 65 مليون أورو من بلد عربي بعد صفقة قطار أنفاق، وهو المبلغ الذي وضعه الملك السابق في حسابات مصرفية خارج البلاد، من بينها سويسرا وبنما، وهو ما ساهم في تعقيد الأمور أكثر.
والمثير أن وضع الملك مبلغا بهذا الحجم في بنوك أجنبية، في وقت كانت إسبانيا تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ساهم بشكل كبير في زيادة الحنق الشعبي عليه، خصوصا وأنه كان يكلف “عشيقة” سرية تحمل الجنسية الألمانية بتدبير شؤون البحث عن ملاذات ضريبية آمنة لأمواله.
الملك السابق، وهو اليوم في الثانية والثمانين من العمر، سيمر بتحقيقات قضائية صعبة للغاية، يقودها قاض مجرب في مجال التحقيقات الخاصة بالفساد المالي، حيث سبق له أن حقق في العشرات من قضايا الفساد، وهو القاضي نفسه الذي زج بصهر الملك في السجن بسبب تلاعبات مالية واستيلائه على أموال جمعتها جمعية من أجل أعمال خيرية.
كما أن خوان كارلوس سيدخل هذه التحقيقات وهو مجرد من أي تضامن عائلي، بحيث قرر ابنه الملك، فليبي السادس، تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي مع والده، وهما معا، الأب والإبن، لم يكونا قادرين من قبل على إخفاء خلافاتهما العميقة، حتى عندما كان خوان كارلوس ملكا وابنه فليبي وليا للعهد.
وباستثناء حماية نسبية سيتمتع بها الملك السابق وفق ما ينص عليه الدستور، فإن الأحزاب السياسية الإسبانية أعلنت وقوفها على الحياد، أبرزها الحزب الاشتراكي الحاكم، الذي نوه بعمل القضاء، وأشاد أيضا بوقوف الملك فليبي على الحياد في قضية والده، وهو ما يعني أن السنوات الأخيرة من حياة خوان كارلوس ستكون أصعب بكثير من سنواته الماضية.