المواطنسلايدر

فحص أنجرة بطنجة: غموض يلف جريمة بيئية..

الدار/ طنجة:

يسود استغراب كبير في منطقة “شطيبة” بجماعة ثلاثاء تغرامت، الموجودة ضمن الحيز الترابي لعمالة فحص أنجرة بطنجة، بسبب اجتثاث عشرات الأشجار العملاقة، والتي جرى جزها في وقت قياسي وتفويت خشبها لجهات مجهولة.

ويقول سكان المنطقة، إنهم فوجئوا بهذه العملية، التي كانت تجري أحيانا في عز الليل، وأن تلك الأشجار كانت موجودة في المنطقة منذ عشرات السنين، وأنها كانت تشكل درعا بيئيا وطبيعيا للمنطقة، التي توصف بأنها “جنة طبيعية”.

ويضيف السكان أن قطع الأشجار لم يتم من أجل بيع أخشابها، رغم قيمتها العالية في أسواق الخشب، بسبب جودتها العالية وكميتها الكبيرة، بل تم من أجل غايات أخرى، خصوصا وأن المنطقة تخضع لحماية مديرية المياه والغابات، وهي المديرية التي لم توضع ملابسات وخفايا قطع هذا العدد الكبير من الأشجار التي تخضع لحمايتها.

ووفق شهادات السكان، فإن هذه الأشجار توجد ضمن نطاق ترابي من عدة هكتارات كانت تابعة لأجانب، والذين سبق لهم أن بنوا في المنطقة فيلا صغيرة على الطراز المعماري الألماني، والتي تحمل اسم “دار إستيفا”.

ومنذ مغادرة السكان الأجانب لهذه الفيلا، مع ما يتبعها من قطعة أرضية مترامية الأطراف وبأشجار كثيفة، فإن مصير هذه الفيلا ظل مبهما في أعين سكان المنطقة، في الوقت الذي تقول مصادر مطلعة إنها صارت في ملكية الأملاك المخزنية، فيما تشير مصادر أخرى إلى أنها تحت مسؤولية المياه والغابات.

هذا الغموض ازداد استفحالا بعد “المذبحة” التي تعرضت لها مئات الأشجار القديمة، والتي زرعها أجانب قبل عشرات السنين، خصوصا وأنه لم يصدر أي بيان يوضح ما يجري، سواء من طرف المياه والغابات أو من طرف الأملاك المخزنية.

وتقول مصادر خاصة إن الجماعة القروية لثلاثاء تغرامت سبق أن حذرت مما وصفته “مؤامرات” تحاك ضد منطقة شطيبة، في إشارة إلى محاولة أشخاص نافذين السطو على تلك المنطقة، والتي تعتبر من بين التراث التاريخي لإقليم فحص أنجرة.

ويقول السكان إنهم كانوا يطمحون إلى تحويل “دار إستيفا” وغاباتها إلى مزار تاريخي وسياحي، غير أنهم فوجئوا باجتثاث الأشجار وتحويل “الفيلا الألمانية” إلى إقامة خاصة، خصوصا وأن المنطقة تزخر بمآثر تاريخية على قدر كبير من الأهمية، والتي تمتد جذورها إلى أزمنة سحيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى