صدر، مؤخرا، عن دار النشر “مفترق الطرق” (La Croisée des Chemins) مؤلف بعنوان “الشرق والبحر المتوسط ما وراء الحدود” لأستاذة التاريخ المعاصر، ليلى مزيان.
ويغوص هذا المؤلف، الذي يقع في 293 صفحة، والذي سهرت على إنتاجه ونشره وكالة الجهة الشرقية، في تاريخ المغرب وجذوره العربية والإفريقية المتوسطية، وكذا الروابط التي تجمع بين الشرق والغرب.
وفي هذا الصدد، أشارت مقدمة الكتاب إلى أن هذا المؤلف “يتابع عن كثب، منذ الأزمنة السحيقة وإلى غاية الوقت الراهن، تطور علاقات المغاربة بالبحر الأبيض المتوسط”.
وفي التوطئة، كتب المدير العام لوكالة الجهة الشرقية، محمد مباركي، أن الكتاب يشرح بالتفصيل والدليل، مرفقا النصوص بصور أيقونية غنية وغير مسبوقة، المنافع الثمينة والحاسمة التي قدمها علم الفلك العربي للبحارة، مضيفا أن “الشهادات الوجيهة تواكب وتدعم تحليلا يأخذنا إلى ما وراء الحدود الجهوية”.
وبحسب مباركي، فإن المؤلف يبرز أيضا الدور المهم الذي اضطلعت به الموانئ والملاجئ الساحلية المغربية، وكذلك الخيارات المفروضة والنزاعات وكذا الرهان الكبير المتمثل في السيطرة على البحار، خاصة البحر الأبيض المتوسط.
وسجل أن ليلى مزيان دافعت حتى آخر رمق عن صرامة المؤرخة، وكبحت في كثير من الأحيان جماح الإسقاطات المتسرعة “لمحاورين متعلقين أكثر من اللازم بالنظر إلى المستقبل … ما وراء الحدود”.
وأوضح المدير العام لوكالة الجهة الشرقية أن “اتخاذ هذا المؤلف، وهو عبارة عن أحجية ضخمة من الإنجازات، منعطفا مثاليا يعزى أيضا لكونه يضرب بجذوره في تاريخنا الجهوي العميق، شبه المدفون، وفي استمرارية مؤسساتنا، والإلمام بتاريخنا البحري، بحيث أن هذا المؤلف كان ضروريا للغاية لتفادي تعتيمه”، مضيفا أن هذا الكتاب يعتبر ذاكرة حية وسيصبح مرجعا يعتد به.
تشغل ليلى مزيان منصب أستاذة التاريخ المعاصر بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. كما أنها عضو في اللجنة التنفيذية للمجتمع الدولي لمؤرخي البحر الأبيض المتوسط ، وفي الشبكة الدولية لحكامة الموانئ الأطلسية (القرن الرابع عشر-القرن الحادي والعشرين).
وحصلت في سنة 2008 على جائزة (Corderie Royale-Hermione) التي يمنحها المركز الدولي للبحر (فرنسا) نظير كتابها “سلا وقراصنتها” (1666-1727)، ميناء قرصنة مغربي في القرن السابع عشر.
المصدر: الدار- وم ع