كريستيان غيرهاهر مغني أوبرا بعيد عن الأضواء يطلق صرخة إنذار
قد لا يكون الألماني كريستيان غيرهاهر أكثر مغني الباريتون بروزا في وسائل الإعلام، لكنه يحقق نجاحا كبيرا على الصعيد العالمي وقد أعرب عن قلقه على مستقبل الفنانين الشباب داعيا إلى مراجعة للعقود حتى لا يستحيلوا “عبيدا ثقافيين”.
الألماني البالغ 50 عاما أقل شهرة من مواطنه يوناس كوفمان الذي يعتبر أهم تينور في جيله، إلا أن ارتباطاته المهنية قبل جائحة كوفيد-19 كانت تضاهي ارتباطات الثاني.
وكان يفترض أن يؤدي في يوليو في مهرجان إيكس ان بروفانس في فرنسا دور البطولة في اوبرا “فوتسيك” ويحيي من ثم حفلة موسيقية.
ويعتبر غيرهاهر راهنا الأفضل في إنشاد “الليد” وهي أشعار جرمانية ملحنة ومغناة برفقة بيانو وهي الصيغة المثالية في ظل ضرورة احترام التباعد الاجتماعي. ويتمتع بأداء رائع أيضا في أدواره الأوبرالية.
وهو بنى مسيرته على علاقة مميزة مع عازف البيانو غيرولد هوبر الذي يرافقه دوما منذ 22 عاما. ويقول إنه يشعر بالقلق لرؤية جيل الشباب يبني مسيرته في وقت باتت فيه الفنون في وضع ضعف وهشاشة.
ويؤكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس “الفنانون غير المتعاقدين يواجهون خطرا كبيرا لا سيما الشباب منهم”.
ويقول الفنان وهو من بافاريا وقد تخلى عن دراسة الطب لصالح الغناء “يعامل البعض منهم على أنهم عبيد ثقافيون ويقال لهم “لا تحتاج إلى أجر فالغناء بحد ذاته فرصة كبيرة لك” في الزمن هذا. وهذا غير مقبول”.
وهو يأسف لتفويت فرصة الغناء في مهرجان إيكس لكنه لا يسترسل في ذلك.
ويوضح “خلال مرحلة العزل حصلت على سنة راحة كنت أحلم بها منذ زمن طويل فأنا أشعر منذ 20 عاما أني أعمل كثيرا وفي كل سنة أقول علي أن أتوقف (..) لكن بالنسبة للكثير من الفنانين كان هذا الوضع كارثيا”. ويأسف خصوصا لنقص في حماية الفنانين في حالات القوة القاهرة. ويوضح “ما من أنظمة ولا نقابة تمثلنا لأننا نعمل بانفراد وسط منافسة كبيرة”.
وهو مستعد للمشاركة في حفلات عبر تقنية البث التدفقي لكنه حذر حيال هذا الوسيط “الذي قد يبدو غير مؤذ لكنه يطرح مشكلة فعلية (..) عندما لا يتلقى الفنانون أجرا. الأمور غير واضحة وما من قانون بعد حول الأجور” في هذا المجال.
ويؤكد الفنان “نحن نقوم بنشاط يتطلب موهبة كبيرة وطاقة جسدية” مع حفلات تستمر ساعة ونصف الساعة.
ويعبر الباريتون الذي تشكل حفلاته حدثا إن في لندن أو ميونيخ ونيويورك عن انفتاحه على مبادرات تضامنية.
ويقول “لا اتلقى اجرا استثنائيا لكن ما اتقاضاه جيد. وإن كان من الضروري خفض الأجور العالية لزيادة الأجور المنخفضة فأنا لا أعارض”.
يقال عنه إنه يشكل مع غيرولد هوبير “أفضل ثنائي في الموسيقي الكلاسيكية” في عصرنا هذا لكنه بعيد عن نظام النجومية القائم في الأوساط الأوبرالية وشبكات التواصل الاجتماعي. ويأسف لتراجع التربية الموسيقية حتى في بلاده ويدافع عن فنه الذي بات نادرا.
ويؤكد “نعم إنه مجال متخصص جدا لكن هذا ليس بمهم. الجائحة فرصة تذكرنا أنه من دون الفنون سنكون فارغين”.
المصدر: الدار– أف ب