الخطاب الملكي أعاد صياغة الأولويات للتخفيف من الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة
قال الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش محمد بلعربي إن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، مساء أمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ21 لتربع جلالته على عرش المملكة، أعاد صياغة الأولويات والتدابير التي يتعين تنزيلها في أسرع وقت ممكن للتخفيف من الاثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية الوخيمة لوباء (كوفيد-19).
وأبرز الأستاذ بلعربي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي يحمل خلال هذه الظرفية الوبائية النبرة الأبوية لصاحب الجلالة عندما أكد أن العناية التي يوليها لصحة “كل مواطن مغربي وسلامة عائلته” هي نفسها التي يخص بها أبناءه وأسرته الصغيرة.
وتابع بالقول إنه رغم قساوة وحزم القررات المتخذة أحيانا، فإن جلالة الملك يؤكد في خطابه السامي على ضرورة ضمان “حماية المواطنين، ومصلحة الوطن”.
ويتعلق الأمر، وفق المتحدث، بخطاب استثنائي وقوي وحازم وصريح، تم إلقاؤه في وضعية استثنائية حملتها تداعيات وباء (كوفيد-19)، مشيرا ، في هذا الصدد ، إلى أن خطاب العرش ارتكز على ثلاثة محاور.
ويهم المحور الأول دعوة ملكية لإطلاق “خطة طموحة للانعاش الاقتصادي تمكن القطاعات الإنتاجية من استعادة عافيتها، والحفاظ على مصادر الدخل”، وضخ 120 مليار درهم في الاقتصاد الوطني، أي ما يعادل 11 في المائة من الناتج الداخلي الخام.
في نفس السياق، يقول المتحدث، يتعين إحداث صندوق للاستثمار الاستراتيجي مهمته دعم الأنشطة الإنتاجية، ومواكبة وتمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى بين القطاعين العام والخاص، في مختلف المجالات.
ويتمثل المحور الثاني، يتابع الأستاذ بلعربي، إعلان جلالة الملك عن قرارات اجتماعية تاريخية بهدف “بناء نموذج اجتماعي أكثر شمولا”. ويتعلق الأمر بالتعميم التدريجي للحماية الاجتماعية اعتبارا من يناير 2021، بدءا بتعميم التغطية الصحية الإجبارية، والتعويضات العائلية، قبل توسيعه ليشمل التقاعد والتعويض عن فقدان العمل لجميع المغاربة، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتطلب إصلاحا حقيقيا للأنظمة والبرامج الاجتماعية الموجودة حاليا، خاصة عبر تفعيل السجل الاجتماعي الموحد.
أما المحور الثالث في الخطابي الملكي فيهم دعوة جلالة الملك إلى إصلاح عميق للقطاع العام لمعالجة الاختلالات الهيكلية للمؤسسات والمقاولات العمومية، حيث أوصى جلالته بإحداث وكالة وطنية مهمتها التدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة، ومواكبة أداء المؤسسات العمومية.
وخلص الأستاذ الجامعي إلى أن جلالة الملك دعا في خطابه السامي، السلطات العمومية والمغاربة والشركاء الآخرين إلى إبداء روح المسؤولية والتوافق من أجل تجاوز هذه الأزمة في مناخ يسوده التضامن والطمأنينة.
المصدر: الدار- وم ع