المواطنسلايدر

طنجة في ظل الكوفيد: خوف وحذر.. وتناقضات

الدار/ طنجة:

يبدو الوضع في طنجة شبيها بالأيام الأولى لفرض الحجر الصحي في البلاد، فالكثير من المحلات التجارية مغلقة، والشوارع شبه مقفرة، وربما ساعدت درجة الحرارة المرتفعة في ذلك، غير أن رؤية مدرعات للجيش في عدد من الشوارع يعطي إحساسا بأن الوضع أسوأ مما يتوقع.

ومنذ الأيام الأولى لبدء انتشار فيروس “كورونا” في المغرب، فإن طنجة كانت مرشحة لكي تكون من بين أوائل المدن التي ستتضرر من جراء ذلك، لسبب رئيسي وهو وجود عدد قياسي من الوحدات الصناعية بها، والتي تضم عشرات الآلاف من العمال، الذين يصعب تتبع حالتهم الصحية، والذين يتحدرون من كل مناطق المغرب.

ومما ساهم في استفحال الوضع هو أن الوحدات الصناعية التي عرفت أكبر نسبة من الإصابات بالفيروس ظلت تمارس عملها، وهو ما أثار استغراب سكان طنجة، الذين يعيدون اليوم التذكير بالأخطاء الكبرى التي تم ارتكابها في بداية تفشي الفيروس.

وتحتل طنجة حاليا المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات بالفيروس، في الوقت الذي تتناوب على المراتب الأولى في عدد الإصابات بين عدد من المدن والجهات، مثل الدار البيضاء وفاس، وهي مدن صارت بدورها تعرف تفشيا غير مسبوق للفيروس.

ويعيش سكان طنجة في ظل مشاعر متناقضة، فالخوف باد على الجميع، بينما خرج الناس من الحجر الأربعة أشهر وكان فيروس كورنا انتهى، وهو ما تتقاسمه طنجة مع باقي المدن المغربية، غير أن المدينة تتميز بتناقضات أخرى لا تزال تثير استغراب السكان.

ويبدو أن الترخيص بالاحتفال بعيد الأضحى ساهم بشكل كبير في تفشي الفيروس، وهو ما يجعل التساؤلات تطرح بمرارة عن جدوى الاحتفال بالعيد، وسط حميمية عائلية واجتماعية غير مسبوقة، بينما لا يزال السكان ممنوعين من ارتياد الشواطئ الفسيحة، والتي تعتبر من بين الأوسع والأكبر في البلاد.

ويبدو أن تناقضات طنجة أصعب من أن تحصى، ففي الوقت الذي استمر عمل الوحدات الصناعية بآلاف العمال، فإنه تم إغلاق محلات تجارية يمكن أن يشتغل بها شخص واحد، مثل الحلاق مثلا، وهون ما يثير تعليقات مرة وساخرة.

كما أنه في الوقت الذي تم فيه السماح بفتح صالات الرياضة المغلقة والمكتظة، فإنه يمنع على السكان التوجه نحو الشواطئ الواسعة، وهذا ما جعل وسائط التواصل الاجتماعي تكتظ بتعليقات تجمع على أن ما يحدث في طنجة يدخل في إطار السريالية التي يصعب فهمها، خصوصا حين يتم منع الشواطئ داخل المدينة، بينما الشواطئ المجاورة لعمالة فحص أنجرة تكتظ بالمصطافين، وكأن روادها جاؤوا من كوكب آخر لا أثر فيه لكورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى