أخبار الدار

الزوين: المغرب يتصدى للإجرام الإلكتروني وعلى إفريقيا أن تحذو حذوه

الدار/ مراكش: عفراء علوي محمدي – تصوير: خولة السلاوي

أشادت ليلى الزوين، رئيسة قسم مكافحة الإجرام المتعلق بالتكنولوجيات الجديدة بالمديرية العامة للأمن الوطني، بالسياسة المغربية لمكافحة الإجرام الإلكتروني، "وذلك منذ أن عرف المغرب، وكغيره من الدول، ثورة كبيرة في مجال التواصل الافتراضي، في السنوات القليلة الماضية" على حد قولها.

وأفادت الزوين، في مداخلة لها على هامش منتدى مراكش للأمن الإفريقي، اليوم الجمعة، أن نسبة مستخدمي الأنترنت في المغرب في تزايد كبير يوما بعد يوم، "وخصوصا مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ك"فيسبوك" الذي فاق عدد المغاربة المشاركين به 17 مليون فردا، وأنستغرام الذي ارتفع عدد المغاربة فيه 5 ملايين، وفي ظرف وجيز جدا" حسب الخبيرة.

واعتبرت الخبيرة، في المنتدى الذي تعقد نسخته العاشرة تحت شعار "من أجل أمن إفريقي نحو المستقبل"، حل موضوع تأثير الفضاء الافتراضي والرقمي على الأمن في البلدان الإفريقية، أن الثورة المعلوماتية التي عرفها المغرب تبقى استثنائية، "وما يثبت ذلك استخدام المغاربة لما يزيد عن 40 مليون هاتف محمول، فيحين أن عدد السكان لا يتجاوز 34 مليون نسمة"، وفق تعبيرها.

وفي حديثها عن العنف الافتراضي، تقول الزوين إن "الفرق الرئيسي بين العنف المادي والعنف الرقمي، حسب الذي يحدث على شبكة الأنترنت، هو الغموض الذي يتسم به النوع الثاني، بسبب تقمص الأشخاص لهويات مختلفة لمضايقة الآخرين، ولما لذلك من تأثير سلبي على نفسيتهم"، وعلى الرغم من ذلك، ترى الخبيرة أن العنف "السيبيرنيتي" بالمغرب يحمل طابعا تقليديا، فلا يختلف بذلك كثيرا عن العنف العادي.

وإلى جانب العنف الإلكتروني المتمثل في اقتحام حميمية الأفراد وقرصنة حساباتهم والعبث بمعلوماتهم ومعطياتهم الشخصية، وما لذلك من عنف نفسي، تطرقت الزوين إلى نوع آخر من العنف، "ويتجلى في اتخاذ الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي مرتعا لها، لتسيطر على العقول، وتعزيز نفوذها في مجال جيوستراتيجي"، مشيرة إلى أن هذه الجماعات تستغل الهشاشة التي تعانيها دول إفريقيا جنوب الصحراء "لتتخذ منها مستقرا لها، وتقوية نفوذها عن طريق استعمال الوسائل الاتصالية ودعائية الحديثة، التي تمتاز بالليونة في تمرير المعلومات بسرعة ونشرها"، تؤكد الخبيرة.

ورغم كل المشاكل والجرائم الإلكترونية، أفادت المتحدثة ذاتها أن المغرب "ينهج مقاربات ناجعة لمكافحة الإرهاب والتطرف والعنف بجميع أشكاله"، راجية أن تحذو الدول الإفريقية حذوه للتغلب على جميع الصعوبات والتحديات في هذا السياق.

وتتخلل منتدى مراكش للأمن الإفريقي، الذي يقام في نسخته العاشرة في 8 و9 فبراير 2019، تحت شعار "من أجل بناء مستقبل الأمن الإفريقي"، مجموعة من المحاور الدراسية يشارك في تأطيرها متدخلون من مختلف دول العالم، وورشات عمل بتأطير خبراء في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب الإلكتروني.

وحضر اللقاء، في يومه الأول، ما يزيد عن 300 مشارك ينتمون ل64 دولة ومنظمة من مختلف بقاع العالم، أغلبهم من الفاعلين الأكثر تأثيرا في مجال الأمن والدفاع على الصعيد العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى