قنبلة موقوتة قبالة سواحل اليمن..الحوثيون يضعون شروطا أمام الأمم المتحدة لصيانة “صافر”
دعا الحوثيون في صنعاء والأمم المتحدة إلى التعجيل في صيانة ناقلة نفط مهجورة منذ سنوات قبالة الساحل اليمني لتفادي كارثة بيئية وإنسانية، لكن الطرفين اختلفا على آلية التنفيذ وتبادلا الاتهامات بعرقلة العملية.
وبعد شهر على جلسة غير اعتيادية لمجلس الأمن الدولي أعرب خلالها عن قلقه من وضع الناقلة المتهالكة، قالت الأمم المتحدة إن انفجار بيروت الضخم والتسرب النفطي في موريشيوس دقّا ”ناقوس الخطر“ لينتبه العالم لضرورة إصلاح الناقلة.
والناقلة ”صافر“ التي صُنعت قبل 45 عاما وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محملة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالي 40 مليون دولار، ولم تخضع لأي صيانة منذ 2015 ما أدى الى تآكل هيكلها وتردي حالتها، وفي 27 مايو تسرّبت مياه إلى غرفة محرك السفينة.
وأوضح وزير الخارجية في حكومة المتمردين الحوثيين غير المعترف بها دوليا في صنعاء هشام شرف أن الخلاف يتمحور حول آلية إصلاح الناقلة حيث يصر المتمردون على إجراء تقييم وعملية إصلاح مباشرة بينما تدفع الأمم المتحدة لأن يتم منح فريقها خيار القيام بعدة زيارات.
وقال شرف لمراسل وكالة فرانس برس بعد مؤتمر صحافي في صنعاء السبت: ”نريد أن يكون هناك تقييم والبدء بالعمل فورا“، مضيفا أننا ”نريد أن تكون هناك صيانة بعد التقييم مباشرة“.
ويطالب المتمردون الذين اتهموا الأمم المتحدة في الماضي بالانحياز للحكومة المعترف بها دوليا والتي يخوضون نزاعا معها، بوجود طرف ثالث من دولة غربية، السويد أو ألمانيا، للإشراف على عملية الإصلاح.
والجمعة، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة لصحافيين في نيويورك إن فريق المنظمة ينتظر الحصول على تصاريح من قبل المتمردين انطلاقا من مدينة الحديدة (غرب) الخاضعة لسيطرتهم لإجراء تقييم ثم العودة لإصلاح الأعطال كلما تطلب الأمر ذلك.
وحذّر قائلا: ”دقت حادثتا الانفجار في بيروت في الرابع من غشت، والتسرب النفطي الخطير الذي حدث مؤخرا في موريشيوس، ناقوس الخطر“.
وذكر أن دراسات أجراها خبراء مستقلون تحذر من أن خطر التسرب النفطي قد يدمر المنظومات البيئية في البحر الأحمر وإغلاق ميناء الحديدة الحيوي لستة أشهر وتعرض أكثر من 8,4 مليون شخص لمستويات مرتفعة من المواد الملوثة.
كما سيؤدي لمعاناة دول أخرى مطلة على البحر الأحمر بينها جيبوتي وأريتيريا والسعودية، وسيؤثر سلبا على الحركة التجارية في البحر الأحمر.
وإجمالا، قدرت الخسائر المترتبة على تسرب النفط المحتمل بـ1,5 مليار دولار على مدار خمسة وعشرين عاما.
وكانت منظمة ”غرينبيس“ قد دعت هذا الأسبوع الأمم المتحدة لتحرك عاجل.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زينة الحاج في بيان: ”لقد نفد الوقت، في حال تتصرف الأمم المتحدة، فإننا نتوجه مرغمين ومغمضي الأعين نحو كارثة ذات أهمية دولية تزيد من معاناة وبؤس الملايين من اليمنيين“.
ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربا بين الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والقوات الحكومية المعترف بها دوليا.
المصدر: الدار- أف ب