اعتقال موظفتين على خلفية اختفاء جوازات سفر بملحقة إدارية بمراكش

الدار/ عفراء علوي محمدي

أوقفت المصالح الأمنية بمدينة مراكش، يوم أمس الأربعاء، موظفتين في الملحقة الإدارية لإيزلي، بدائرة الحضرية مراكش المنارة، للتحقيق معهما في قضية اختفاء ملفات طلب الحصول على جواز السفر لـ28 مواطن، على خلفية تحقيق قضائي بإشراف النيابة العامة.

ونفت ولاية جهة مراكش آسفي أن يكون الأمر متعلقا بضياع جوازات سفر بعينها، مبرزة أن ما تم فقدانه هو "بعض الملفات والوثائق المتعلقة بطلب الحصول عليه"، وأن بعض المواقع الإلكترونية "تداولت أخبارا عارية من الصحة" في هذا الشأن.

وعبر مصطفى، أحد المتضررين، عن استيائه من ضياع الوثائق المتعلقة بجواز السفر بعد مرور شهر من وضعها، وسجل أن المعنيين بالأمر "احتجوا أمام المقاطعة لساعات طويلة"، وتابع "بعد احتجاجنا، استقبلنا قائد المقاطعة، محاولة منه لتهدئة الوضع، إلا أنه قال لنا بصريح العبارة: أنا جديد هنا، وما عندي ماندير ليكم" قبل أن يعتذر عن ضياع الملفات واعدا إياهم بالتوصل إلى حل.

وزاد المواطن المتضرر، في اتصال هاتفي مع موقع "الدار": "في مستهل الأمر، تم إخبارنا بأنه تم إصدار جوازات السفر الخاص بنا، إلا أنها أتلفت، وهذا ما أفزعنا خشية أن يتم استعمال جوازات سفرنا واستغلال هوياتنا، ليعودوا بعدها ويقروا أن الأمر يتعلق فقط بملفات الطلبات، ومثل هذه الخطابات المزدوجة تدعو للريبة والشك". يسجل مصطفى.

من جهته، قال عمر أربيب، عضو الجمعية المغربية لحقوق والإنسان، إن الجمعية "تكلفت بملف المشتكين، وتتبعت القضية منذ بدايتها، ليتضح لها فعلا أنه تم النصب على المتضررين، من خلال تأدية واجبات التنبر المتمثلة في 500 درهم، بتوجيه من موظفتين بالملحقة الإدارية، واللتان أرسلت المرتفقين إلى كشك معلوم دون سواه لشراء التنبر، باتفاق مع صاحبه".

واعتبر أربيب، في تصريح لموقع "الدار"، أن البلاغ التوضيحي الذي أصدرته جهة مراكش، والذي تحدثت فيه عن القضية "لا يحمل خاتم وتوقيع ولاية الجهة، ومن الواجب التحري للتأكد من مصدره"، وعلى الرغم من ذلك، فإن ذلك البلاغ أيضا "يؤكد اختفاء الملفات، وهذا أسوء بكثير" على حد تعبيره.

وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قد أصدرت بلاغا تستنكر فيه ما أسمته بـ"السلوك المخل بالمسؤولية وبالإجراءات المسار الجديد المعمول به"، و"التقصير  الصادر عن مؤسسة عمومية المفروض فيها حماية وثائق المواطنين"، تنديدا بضياع جوازات سفر 28 فردا الذي يعتبر، حسبها، "شكلا من أشكال الغبن والنصب".