ملحمة ثورة الملك والشعب تجسيد لأسمى القيم الوطنية والوفاء للمقدسات
أكد المشاركون في ندوة افتراضية نظمها المجلس العلمي المحلي لشيشاوة، بمناسبة حلول الذكرى السابعة والستين لثورة الملك والشعب (20 غشت 1953)، أن هذه الذكرى المجيدة شكلت تجسيدا لأسمى القيم الوطنية والوفاء للمقدسات. وأوضحوا، خلال هذه الندوة المنظمة تحت عنوان “ثورة الملك والشعب روح وطنية متجددة”، أن هذه الذكرى المجيدة، وما تتضمنها من قيم التضامن والتضحية والوفاء للمقدسات والثوابت الوطنية، ستظل محفوظة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة لتستلهم منها الدروس والعبر.
وبالمناسبة، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لشيشاوة، عبد الحق الأزهري، أن ثورة الملك والشعب تجسد لمناهضة الاستعمار والتشبث بالمقدسات، رغم كل الفتن والقلاقل التي حاول المستعمر الغاشم زرعها بين مكونات الشعب المغربي للتفريق بينه وبين سلطانه الشرعي. وأضاف السيد الأزهري أن بوادر هذه المناهضة لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت تتويجا لعدد من المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي الأبي منذ إعلان الحماية سنة 1912، في مشهد يعبر عن الاتحاد والالتحام بالعرش العلوي المجيد، والتضحية بالغالي والنفيس من أجل مقاومة المستعمر.
وأبرز أنه أمام توالي حركة المقاومة الوطنية ضد المستعمر الذي لم يستسغ انتفاضة الشعب المغرب الأبي، أقدمت سلطات الحماية في 20 غشت 1953، على نفي جلالة المغفور له الملك محمد الخامس والأسرة الملكية الكريمة، وهو ما جعل المغاربة ينتفضون قاطبة من أجل أن عودة السلطان الشرعي إلى وطنه.
بدوره، أكد المكلف بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير بشيشاوة، مصطفى قوعنان، أن الشعب المغربي يحتفي بهذه الذكرى وبلادنا تعيش كسائر بلدان العالم ظروفا دقيقة واستثنائية بسبب انتشار جائحة كورونا المتجددة كوفيد 19، وما اتخذته بلادنا من تدابير وقائية واحترازية لحماية صحة المواطنين وسلامتهم.
وأضاف قوعنان أن هذه الذكرى تعد حدثا تاريخيا ونوعيا، جسد أروع صور التلاحم الوثيق بين العرش والشعب، بين القمة والقاعدة، في سبيل عزة الوطن وكرامته والذود عن حريته واستقلاله وسيادته ووحدته.
وأشار إلى أن المواجهة وصلت إلى أوجها حينما أقدم المستعمر على نفي رمز الأمة في 20 غشت 1953، فانطلقت شرارة حركة المقاومة والفداء وتوالت المظاهرات والانتفاضات الشعبية لتعم المدن والقرى وسائر أرجاء التراب الوطني وتنامت أشكال وصيغ النضال.
وأضاف أنه “أمام هذه التطورات، لم يجد المستعمر الفرنسي بدا من الرضوخ لمطالب الشعب المغربي، فتحقق النصر المبين بفضل ملحمة ثورة الملك والشعب المباركة، وعاد الملك الشرعي، جلالة المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 معلنا إشراقة شمس الحرية والاستقلال”.
وقد شكلت هذه الندوة العلمية، التي تندرج ضمن الأنشطة التي دأب المجلس العلمي المحلي على تنظيمها في كل مناسبة دينية أو وطنية، مناسبة للوقوف عند هذه الملحمة الوطنية واستحضار أمجاد وروائع المقاومة المغربية في مواجهة الاحتلال الأجنبي بكافة جهات المملكة.
المصدر: الدار- وم ع