بعد فضح قيمة معاشه الاستثنائي.. ابن كيران يهدد الصحافة
الدار/ عفراء علوي محمدي
هدد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، كل من جريدة "الأخبار" وموقع "برلمان. كوم" بالمتابعة القضائية، بسبب نشرهما لوثائق تثبت تقاضيه لمعاشين اثنين، المدني، الذي كذب حصوله عليه، والتكميلي الذي يبلغ 7 ملايين سنتيم، والذي كان يتقاضاه منذ شهر مارس 2017، على عكس ما كان يدعي.
وتحدى الرئيس السابق للحكومة من روجوا الأخبار بخصوص معاشه المدني "بجلب الحجج والأدلة التي يملكونها"، وكأن الظهير الشريف الذي وقع عليه وزير الاقتصاد والمالية، محمد شعبون، والوثيقة التي صادق عليه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، واللتان تم نشرهما على أوسع نطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمنان معطيات كاذبة أو مغلوطة لا يمكن تصديقها، وخما الوثيقتين اللتين لم يملك ابن كيران جرأة اتهام مروجيها بالتزوير، ما دام يعرف، في قرارة نفسه، أنها صحيحة.
ويبدو أن ابن كيران لم يسأم من بث الفيديوهات المباشرة على صفحة سائقه الشخصية، فريد تيتي، الذي أصبح بمثابة ناطقه الرسمي، حيث ينشر أشرطة فيديو بشكل يومي، ليرد على خصومه السياسيين ويبرر ثرواته، أو يرشق الأحجار في وجه من يريد يغير وجه حق.
واعتبر ابن كيران، في خطاب تملؤه المظلومية، في شريط فيديو له ليلة الأحد، أن "الفيديوهات التي يضعها تؤلم المفسدين"، بحكم "كشفه لجميع ممتلكاته بها، واعترف بأن الملك منحه معاش استثنائيا، ولذلك يقول إنهم "أصبحوا حاضييني".
لكن ابن كيران لم يصحح ادعاء تقاضيه لتعويض 30 مليون سنتيم بعد إعفائه من منصبه الحكومي، وهو الذي فندته التقارير الإعلامية، اليوم، بعد أن تبين أن التعويضه يتجاوز 140 مليون سنتيم.
وأطال ابن كيران في الشرح والتبرير غير المنطقي، مكذبا ما جاءت به الوثيقتين، وقائلا إن معاشه كبرلماني "توقف بعد توقف المعاش بشكل عام على جل البرلمانيين في شتنبر 2017، وبعد إعفائي لم أتقاضى ولو درهما واحدا، إلى بداية سنة 2019" على حد تعبيره.
ولم يتحدث ابن كيران عن مسألة تقاضيه للمعاش الاستثنائي منذ شهر مارس 2017 كما تظهر الوثيقتين، في الوقت الذي كان يشتكي بـ"الفقر والعوز" في فيديوهات أخرى، والتي أكد فيها أنه لم يكن يحصل على سنتيم واحد.
وكذب ابن كيران ما نشرته وسائل الإعلام بخصوص تعويضه ومعاشه، قبل أن يشدد، في لهجة تشبه تأكيده لهذه المعلومات: "إلى صرفات الحكومة عليا هذا القدر من المال، فهي لم تصرف علي إلا داكشي لي عندها عليه الأمر".