الجزائر: كريم طابو وخالد درارني مجددا أمام القضاء على خلفية مشاركتهما في الحراك
يقف يومي الاثنين والثلاثاء مجددا أمام القضاء رمزان من رموز الحراك الجزائري، وهما المعارض السياسي كريم طابو الذي تستأنف محاكمته بعد تأجيلها منذ 29 يونيو/حزيران الماضي، والصحفي خالد درارني الذي يمثل أمام المحكمة مستأنفا حكم السجن بثلاث سنوات نافذة الصادر بحقه في 10 أغسطس/آب الماضي. ووجهت السلطات الجزائرية تهمة “إحباط معنويات الجيش” إلى طابو بينما وجهت تهمتي “المساس بالوحدة الوطنية والتحريض على التجمهر غير المسلح” إلى درارني.
تجري يومي الاثنين والثلاثاء وقائع محاكمة اثنين من أبرز ناشطي الحركة الاحتجاجية في الجزائر رغم الدعوات الدولية إلى الإفراج عنهما، ويعتبر الناشطان رمزا للنضال من أجل حرية الرأي في أجواء قمع يطال المعارضين ووسائل الإعلام المستقلة.
الأول هو المعارض السياسي كريم طابو، أحد أكثر الوجوه شعبية في الحراك المناهض للنظام، ويمثل حرّا الاثنين أمام محكمة القليعة غرب الجزائر العاصمة. وقد تأجلت محاكمته التي كانت مقررة في 29 يونيو/حزيران بسبب الأزمة الصحية.
للمزيد: محاكمة خالد درارني: معاقبة جريمة أم معاقبة حراك؟
أما الثاني، فهو الصحفي خالد درارني المعتقل منذ 29 مارس/آذار وسيعرف الثلاثاء ما إذا كان سيبقى في السجن أم لا، عند صدور حكم الاستئناف.
ولا يكاد يمر يوم من دون توقيف ناشطين من الحراك أو معارضين أو صحافيين أو مدونين، أو محاكمتهم أو ملاحقتهم وفي بعض الأحيان سجنهم.
وقالت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، وهي منظمة تدعم وتحصي أسماء سجناء الرأي إن حوالي 45 شخصا يقبعون حاليا خلف القضبان بسبب أفعال تتعلق بالحراك.
من جهته، أكد وزير الاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة عمار بلحيمر أنه “لا يوجد سجناء رأي في الجزائر”.
“إحباط معنويات الجيش”
أوقف كريم طابو (47 عاما) في 11 أيلول 2019 بعد اتهامه بتهمة “إحباط معنويات الجيش”. وستبدأ محاكمته عند الساعة العاشرة (09:00 ت غ) في محكمة القليعة، ولا يعلم كم من الوقت ستدوم المحاكمة
وكان حكم على طابو في 24 مارس/آذار في قضية أخرى، بالسجن لمدة عام وغرامة قدرها 50 ألف دينار (نحو 325 يورو). وقد اتهم خصوصا بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية” بعد خطاب مصور نشر على صفحة حزبه عبر فيس بوك انتقد فيه دور الجيش في السياسة، بحسب منظمة العفو الدولية.
وبعد تسعة أشهر في السجن، استفاد طابو من إفراج مشروط في الثاني من يوليو/تموز إلى جانب ثلاثة ناشطين آخرين معروفين هم أميرة بوراوي وسمير بن العربي وسليمان حميطوش، وهو إجراء اعتبر خطوة تهدئة من جانب السلطة.
وغداة مغادرته السجن، طالب كريم طابو بالإفراج عن معتقلي الحراك في الجزائر والدخول في “مسار سياسي حقيقي”.
وضع صحي “مقلق”
شارك طابو في كل تظاهرات الحراك منذ بدايتها في 22 فبراير/شباط حتى توقيفه بعد انتشار وباء كوفيد-19. وبعد توقيفه أصبحت صوره لا تغيب عن كل المظاهرات.
ويطالب الحراك الشعبي منذ انطلاقه بتغيير النظام الحاكم منذ استقلال البلد من الاستعمار الفرنسي في 1962، بعد أن أطاح بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بعد عشرين سنة من الحكم.
والثلاثاء أيضا سيعرف الصحفي خالد درارني (40 سنة)، الذي تحول الى رمز للنضال من أجل حرية الصحافة، قرار محكمة الاستئناف بعد محاكمته الثلاثاء الماضي.
وفي 10 غشت، صدر حكم بالسّجن ثلاث سنوات مع النفاذ وغرامة تبلغ خمسين ألف دينار (330 يورو) بحق درارني، مدير موقع “قصبة تريبون” ومراسل قناة “تي في-5 موند” الفرنسيّة ومنظّمة “مراسلون بلا حدود” في الجزائر، بتهمتي “المساس بالوحدة الوطنية والتحريض على التجمهر غير المسلح”.
وتمّ توقيفه عقب تغطيته في السابع من مارس/آذار في العاصمة مظاهرة للحراك. وهو متهم أيضا بانتقاد السلطة السياسية عبر صفحته على فيس بوك.
وفاجأ الحكم القاسي زملاءه الصحفيين الذين شكلوا لجنة للدفاع عنه في الجزائر وفي الخارج وخصوصا في باريس حيث تجمع مئات منهم الأحد للمطالبة بالإفراج “الفوري” عنه نظرا لوضعه الصحي “المقلق”.
وخلال جلسة الاستئناف في الحكم بالسجن ثلاث سنوات الصادر على درارني، عاودت النيابة طلب السجن أربع سنوات وغرامة ماليّة بقيمة 50 ألف دينار (330 يورو).
وظهر مدير موقع “قصبة تريبية” خلال هذه الجلسة “نحيلا للغاية وضعيفا جدا”، كما ذكرت “مراسلون بلا حدود”.
المصدر: الدار- أف ب