الرياضةسلايدر

القفاز المغربي يراهن على سواعد الملاكمين الشباب لجعل الأولمبياد الياباني محطة مضيئة في تاريخ الفن النبيل

يراهن القفاز المغربي، الذي كان الحاضر على الدوام في مختلف الإستحقاقات الرياضية بما فيها الألعاب الأولمبية، على سواعد الملاكمين الشباب الذين خبروا الحلبات في العديد من المحافل القارية والدولية، لجعل الأولمبياد الياباني (طوكيو 2020) محطة مضيئة في تاريخ الفن النبيل الوطني وتجاوز عثرات سالف الدورات.

وستكون مسؤولية تعزيز رصيد الملاكمة المغربية في الأولمبياد، بعد الميداليات النحاسية الثلاث، التي نالها كل من عبد الحق عشيق على التوالي سنتي 1988 في سيول و1992 في برشلونة، والطاهر التمسماني في دورة 2000 في سيدني، ملقاة على عاتق الرعيل الجديد من الملاكمين، الذي يبقى هاجسه السير على خطى السلف.

والأكيد أن انتزاع ثلاثة ملاكمين وثلاث ملاكمات لتأشيرة الحضور في طوكيو، في انتظار تأهل ملاكمين آخرين في المحطة الإقصائية المقبلة، سيبقي باب الأمل مشرعا على مصراعية أمام القفاز المغربي لمعانقة ما عز من الألقاب من جديد.

فالملاكمة الوطنية، وبإجماع كل مكوناتها مدربين وممارسين وجامعة، ستسعى خلال مشاركتها في أولمبياد اليابان، الذي فرض تفشي فيروس كورونا المستجد في أرجاء العالم تأجيله سنة بأكملها، إلى تحقيق أفضل من الميداليات النحاسية الثلاث، وتكريس التألق الذي حققته في آخر استحقاق قاري والمتمثل في تصدرها سبورة الميداليات في بطولة دكار المؤهلة للألعاب، وقبلها احتكار منصات التتويج في دورة الألعاب الإفريقية (الرباط 2019) وفي مختلف الأوزان ذكورا وإناثا.

فتأهل خديجة المرضي (75 كلغ)، أول ملاكمة إفريقية تفوز بميدالية برونزية في بطولة العالم (روسيا 2019) وحاملة لواء الفن النبيل النسوي الوطني، ورباب شيدر (51 كلغ) و وأميمة بلحبيب (69 كلغ) إناثا، ويونس بعلا (91 كلغ) وعبد الحق ندير (63 كلغ) ومحمد الصغير (81 كلغ) ذكورا، لم يكن بدون شك محض صدفة بل “نتيجة عمل حقيقي وجاد لإعادة هيكلة نظام التداريب في الملاكمة الوطنية منذ سنة 2015 وذلك من خلال إحداث مدرسة ملاكمة مغربية صرفة، وإعداد رياضيين بشكل دائم”.

لهذا يؤكد مدرب المنتخب المغربي، الإطار الكوبي روخاص داكوبيرتو سكوت، أن التحضيرات لأولمبياد طوكيو بدأت شكل جيد حيث تم التركيز خلال التربص الإعدادي الأول الذي تخوضه العناصر الوطنية حاليا بجامعة الأخوين بمدينة إفران، على الجانب البدني خاصة بعد توقف اضطراري دام لأزيد من أربعة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا والتزاما بالتدابير الاحترازية، دون إغفال عامل الانضباط الذي يبقى مفتاح كل نجاح.

وأضاف “حاليا ضمن ثلاثة ملاكمين التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية القادمة في فئة الذكور، ويبقى الهدف المستقبلي هو تأهيل ثلاثة آخرين خلال الإقصائيات التي ستقام بباريس بعد تحديد موعد جديد لها إثر تأجيلها بعدما كانت مقررة في ماي الماضي”.

وقال داكوبيرتو سكوت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المنتخب المغربي يضم في صفوفه ملاكمين يتوفرون على إمكانيات بدنية وتقنية جيدة، وعلى الأطر التقنية المشرفة عليهم استغلال هذه الإمكانيات وتوظيفها بشكل معقلن.

وشدد المدرب الوطني، على أن جميع مكونات المنتخب ستعمل جاهدة لربط الحاضر بالماضي من خلال انتزاع ميدالية أولمبية أيا كان معدنها، كما كان في دورات سابقة.

وتعود آخر ميدالية أحرزتها الملاكمة الوطنية إلى أولمبياد سيدني 2000، وكانت البرونزية التي نالها الطاهر التمسماني في وزن 57 كيلوغرام، بعدما بلغ الدور نصف النهائي، قبل أن ينهزم فيه أمام وصيف بطل آسيا الكازاخستاني بكزات ستارخانوف.

أما الإطار الوطني، يوسف سرور، فأكد أنه رغم إجراء الملاكمين تداريبهم في المنزل بسبب الحجر الصحي الذي فرضه فيروس “كوفيد-19” لأكثر من أربعة أشهر، إلا أن ذلك لم يكن كافيا للحفاظ على مؤهلاتهم التقنية والبدنية، مشيرا إلى أن المعسكر الإعدادي الذي برمجته الجامعة الملكية المغربية للملاكمة بمدينة إفران من شأنه أن يعيد للعناصر الوطنية بعضا من مقوماتها وخاصة على المستوى البدني، الذي ترتكز عليه جل فترات التدريب.

ولم يخف سرور أن الطريق إلى أولمبياد اليابان لم يكن مفروشا بالورود بالنسبة للملاكمين الثلاثة المتأهلين، حيث شهدت المحطة الإقصائية الأولى بدكار منافسة قوية بين المنتخبات الإفريقية التي أبانت عن علو كعبها وبات بمقدورها مقارعة أعتى الفرق الأوربية.

وإذا كان هاجس الأطر التقنية المشرفة على المنتخب المغربي للملاكمة، ينحصر في الوقت الراهن على الاستعداد الجيد وتأهيل ملاكمين آخرين للأولمبياد الباباني، فإن العناصر الوطنية تجمع على أن غاية ما تطمح إليه هو الصعود إلى منصة التتويج ورفع راية المغرب خفاقة في سماء طوكيو، ولن تدخر أي جهد من أجل تحقيق هذا المبتغى.

ويدخل التربص الإعدادي، الذي يخوضه المنتخب الوطني للملاكمة بجامعة الأخوين بإفران منذ 16 شتنبر الجاري، في إطار الدعم الذي تقدمه اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية للجامعات الرياضية الوطنية التي تأهل رياضيوها أو يملكون حظوظا للتأهل، بعد تأجيل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو المقررة في 23 يوليوز إلى 8 غشت 2021.

ويتجسد هذا الدعم من خلال الاتفاقيات، التي تعبر بشكل ملموس عن رغبة اللجنة الوطنية الأولمبية في توفير موارد مالية إضافية للجامعات، من أجل تحسين ظروف إعداد الرياضيين من مستوى عال في أفق المشاركة في أولمبياد طوكيو.

المصدر: الداروم ع

زر الذهاب إلى الأعلى