فن وثقافة

الأشعري ينتقد الظلاميين في حفل توقيع روايته “ثلاث ليال”

الدار/ عفراء علوي محمدي

اعتبر محمد الأشعري، وزير الثقافة الأسبق، والروائي والشاعر المغربي، أن المغرب يعيش في جو من القهر السياسي العام، الذي ينعكس بشكل كبير على النساء، "لأنهن حجر الزاوية في هذا القهر المجتمعي" على حد قوله.

وأوضح الأشعري، في حفل توقيع روايته "ثلاث ليال" اليوم الجمعة 25 يناير بالرباط، أن القهر الذي يتسم به المجتمع المغربي والعربي ككل "تسبقه امتدادات تاريخية وسياقات رسخته إلى مدى يصعب معه الخلاص".

وسجل الكاتب الروائي أنه تكلم بشكل ضمني في روايته عن جل المشاكل التي يعاني منها المجتمع المغربي، "بدأ بفترة الاستعمار وفترة ما قبل الاستقلال، حيث كان للبشوات والقياد  نفوذ يمكنهم من امتلاك مئات الحريم والسيطرة عليهن"، مبرزا أن الاستعمار جاء بنية إخراج البلاد من التخلف الذي كانت تعيشه، إلا أنه أدخلها في دوامة تخلف آخر بمنحه النفوذ للبشوات والقياد، والسماح لهم باستعباد النساء.

واختيار السيطرة على الحريم، حسب الأشعري "هو اختيار استراتيجي وليس عفويا، تنهجه السياسات الظلامية والرجعية من أجل بسط نفوذها"، مبرزا أن الباشا الكلاوي، في السابق، عرف باستعباده للحريم والسيطرة عليهم كشكل من أشكال إثبات الفحولة وتعزيز السلطة.

وتراكمات ما بعد عهد الاستعمار "هي تسريبات ثقيلة وتاريخية عززت التمييز ضد المرأة والسيطرة عليها كشكل من أشكال الاستغلالي للسلطة، وليس بمجرد الإعلان على حريات كبيرة في القوانين والدساتير ستختفي، لأن هذا القهر سيستمر" على حد تعبير المتحدث.

وأفاد الأشعري أن السلطات الحاكمة "تسعى دائما لاستهداف الحلقة الأضعف في المجتمع، بسبب التمييز القائم بين الجنسين وسياسات التعليم والتربية، حتى تستمد قوتها، وتهيمن على المجتمع ككل".

وسجّل أن كل هذه التيمات والمضامين "هي مدرجة بشكل ضمني في الرواية، في صياغة أدبية تصويرية لا تخلوا من نماذج بلاغية واستعارية"، مشيرا إلى أن العمل الروائي هو عمل سياسي، من شأنه أن يضع الأصبع على مشاكل المجتمعات لانتقادها وانتقاد جبروت السلطات الحاكمة.

وخلص الأشعري إلى أن "الرواية تحكي عن الصعود للسلطة وتصاعد القهر وانهيار الفحولة باستعباد الحريم والسلطة السياسية والتشابك الموجود في الواقع العربي والإسلامي بطريقة مثيرة تلخص كل إشكالات مجتمعنا".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى