المواطن

الهرهورة: احتجاج على محاولات تفويت بقعة أرضية للمرفق العمومي لإنشاء مدرسة خصوصية

الدار/ عفراء علوي محمدي – تصوير: ياسين جابر

بقعة أرضية فسيحة تتجاوز مساحتها 8000 متر مربع، تتوسّطها بناية علّقت على جدرانها لافتة احتجاج كتب عليها بالبنط الأحمر العريض: "ساكنة حي الازدهار بهرهورة تتشبت بمرافقعا العامة للقرب وتعترض على كل تحويل لمشاريع خاصة"، هو استنكار بطريقة بسيطة وهادئة لم تجد ساكنة حي الازدهار بإقليم سيدي العابد، التابع لبلدية هرهورة، بدا من اتخاذه للتعبير عن معاناتهم، بعد أن قرر المجلس البلدي للمدينة إجراء رفع اليد على البقعة الأرضية، التي كانت مخصّصة لإنشاء مركب ثقافي للقرب بالحي المذكور.

ووفق ما عاينه موقع "الدار"، في عين المكان، فإن البقعة الأرضية، التي تم تحويلها، في حالة استثنائية، إلى شركة للتعليم الخصوصي، حسب طلب بعض المستشارين الجماعيين، على الرغم من تواجد ثانوية إعدادية في الحي نفسه، تعّد المتنفس الوحيد للساكنة، ولذلك، يقول أحد المتضرّرين "نحن لا نستنكر إنشاء مدرسة خصوصية في هذا المكان، لكننا نستنكر استغلال المرفق العمومي الوحيد المتبقي في الحي الذي تملؤه البنايات، والذي يفتقر لفضاءات القرب، كالأسواق التجارية والمكتبات، والمرافق الثقافية والمساجد والمساحات الخضراء، والملاعب بالنسبة لأولادنا الذين لا يجدون مكانا ترفيهيا للاستجمام".

ويزيد المتحدث نفسه، في تصريحه لموقع "الدار" في عين المكان، "لقد اقتنينا منازلنا في حي الازدهار منذ مدة، على أساس أن نستفيد من جميع المرافق العمومية التي وعدنا بها، والمحددة في تصميم التهيئة الأولى للحي، لنفاجأ بتفويت جميع الأراضي المخصصة للمرفق العمومي للقيام بمشاريع خاصة أو تحويلها لتجمعات سكنية، وبالتالي لا يعقل أن نذهب بشكل مستمر إلى الرباط لسد حاجتنا اليومية للمرفق العام".

وفي هذا الصدد، رفعت فعاليات المجتمع المدني مراسلة على شكل تعرّض إلى رئيس جماعة هرهورة، التابعة للمجال الترابي لعمالة الصخيرات تمارة، يحمل أسماء وتوقيعات الجمعيات واتحادات الملاك بالحي، فضلا عن لائحة أخرى بأسماء وتوقيعات ساكنة الحي تفوق 200 توقيع، للمطالبة بالتراجع عن القرار المتخذ سرا، دون استشارة الساكنة في الأمر، من أجل إنشاء مجموعة مدارس خصوصية من ثلاث طوابق، عوض ما كان مقرر إنشاؤه.

وفي السياق نفسه، قال نوفل خضار، رئيس جمعية بشائر الخير، الذي تكلف بجمع توقيعات الساكنة، إن "البقعة الأرضية كانت موضوع تعرض سابق من طرف السكان وهيئات المجتمع المدني سنة 2016، ضد تحويلها إلى وحدات سكنية، لتطلعها إلى مساحات خضراء تضم منشآت للقرب، وتحتضن أنشطة أبنائها الثقافية والرياضية". 

وأبرز خضار، في تصريحه لموقع "الدار"، أن مساحة البقعة الأرضية "شاسعة، ومن الممكن استغلالها لإنشاء مرافق حيوية، واليوم نحن نعاني من نفس المشكل، ونطالب، بالطريقة نفسها، بتخصيص البقعة الأرضية لما كانت مخصصة له، لا تحويلها لمشاريع تجارية خاصة لن تعود على الساكنة بالنفع".

وحصلت جمعية بشائر الخير، آنذاك، برسالة من الوكالة الحضرية للصخيرات تمارة، تخبره فيها أن مشروع بناء مشاريع سكنية قد ألغي، وأن البقعة الأرضية، "المرموزة بـ(P12) ، مخصصة لإنشاء مركز سوسيوثقافي" في واقع الأمر.

وكانت الساكنة قد رفعت تظلما حول أراض أخرى سنة 2009، بشأن تفوييت قطعتين أرضيتين لفائدة جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وأعوان البلدية، لإنجاز برنامج سكن اجتماعي، بينما كان مقررا تخصيص البقعتين لإنشاء منشآت عمومية للقرب، إلا أن التظلم، جاء بعد "تغيير التنطيق الذي صودق عليه من طرف السلطة الوصية"، على اعتبرا أن إنشاء المنشآت السكنية "لا يحمل أي تأثير على جمالية المنطقة، كما أن المنطقة برمتها مؤهلة لاحتضان مشاريع سكنية مماثلة" حسب رسالة توصلت بها الجمعية من ديوان المظالم.

وأكد الديوان أن "الضرر الذي يمكن أن يلحق بالساكنة يبقى غير وارد، لكون أن المنطقة تخضع لضوابط قانون التعمير ومقتضياته"، إلا أن الساكنة كانت "تطمح إلى فضاءات ومتنفسات يفتقر غليها الحي برمته، والتجزئات السكنية لا معنى لها دون مرافق القرب التي يعاني جي الازدهار من نقص حاد فيها"، يقول خضار متأسفا.

وستوجه نسخ كثيرة من مراسلة التعرض على بناء مدرسة خصوصية بالبقعة الأرضية (P12)، وهي المراسلة التي لا تزال قيد التوقيع من طرف الساكنة، إلى والي جهة الرباط سلا القنيطرة، وعامل إقليم الصخيرات تمارة، ومديرة المركز الجهوي للاستثمار، ومديرة الوكالة الحضرية للصخيرات تمارة، وياشا هرهورة.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − تسعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى