سلايدرصحة

التأكيد بفيينا على دور التكنولوجيا النووية في محاربة سرطان عنق الرحم بإفريقيا

سلط المشاركون في ندوة رفيعة المستوى عقدت، اليوم الاثنين بفيينا، الضوء على أهمية التكنولوجيا النووية في دعم جهود محاربة سرطان عنق الرحم في إفريقيا، القارة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الفتاك.

وشكلت هذه الندوة المنظمة من طرف سفارة المغرب بالنمسا بشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إطار رئاسة المغرب للدورة الـ 64 للمؤتمر العام للمنظمة، مناسبة لتسليط الضوء على دور التكنولوجيات النووية في محاربة سرطان عنق الرحم بالقارة الإفريقية.

وفي معرض مداخلة له بهذه المناسبة، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية بفيينا، عز الدين فرحان، على الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء، الأول من نوعه الذي ينظم خلال انعقاد المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال إن هذا الداء الذي يشكل آفة كبرى على الصحة العامة عبر العالم، وعلى الرغم من توفر الاستراتيجيات الناجعة في مجال الوقاية والعلاج، لا زال يتسبب في وفاة 300 ألف امرأة كل سنة، منهن نحو 90 في المائة يعشن في بلدان ذات دخل محدود أو متوسط.

وحسب السفير، فإن سرطان عنق الرحم هو السرطان الرابع الأكثر تشخيصا لدى النساء عبر العالم والأكثر شيوعا في نصف بلدان إفريقيا جنوب الصحراء: 19 من بين البلدان العشرين الأكثر تعرضا للإصابة بهذا المرض توجد في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.

وأشار إلى أن النتائج المقنعة يتم تسجيلها بفضل الكشف والرصد المبكر واعتبارا لأوجه التقدم المحرزة على مستوى تقنيات العلاج الإشعاعي، فضلا عن الفهم الجيد للمنظومة الجينية التي ينشأ معها سرطان عنق الرحم.

وأضاف أن هذا المعطى يعتبر أكثر واقعية بالنظر للهوة الكبيرة المسجلة بين الاحتياجات في مجال العلاج الإشعاعي والقدرات الحالية في إفريقيا، موضحا أن 20 دولة إفريقية فقط من أصل 52 كان لديها إمكانية الولوج للعلاج الإشعاعي في العام 2012.

وحسب فرحان، فإن الوكالة الدولية لبحوث السرطان أفادت بارتفاع عدد حالات السرطان الجديدة في إفريقيا من أزيد من 844 ألفا إلى أكثر من 1,1 مليونا خلال السنوات الثماني الماضية، في حين تظهر التوقعات معطيات مقلقة تتعلق بأكثر من 1,5 مليون حالة في 2030.

وفي مداخلة مماثلة، أوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، السيد رافاييل ماريانو غروسي، أن هذه الندوة تكتسي أهمية بالغة تتجسد في تمكينها من إبراز الجهود الدولية الرامية إلى محاربة سرطان عنق الرحم، الذي يخلف عشرات آلاف الوفيات كل سنة عبر العالم، لاسيما بالقارة الإفريقية.

وأكد السيد غروسي أن المغرب يعتبر إلى جانب عدد من البلدان الإفريقية، رائدا في محاربة هذا المرض الفتاك على مستوى القارة، وذلك على ضوء مختلف التدابير الصحية والبروتوكولات العلاجية التي يعتمدها من أجل محاربة هذا الداء.

وحسب السيد غروسي، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجدد تأكيد استعدادها لبذل المزيد من الجهود قصد تقليص معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم عبر العالم، مشيرا إلى أن جهودها تتعدى مجال الحد من الانتشار إلى تطوير الطب الإشعاعي والنووي.

وبالنسبة لمديرة شعبة الصحة البشرية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، مي عبد الوهاب، فإن إفريقيا التي تسجل معدل الوفيات الأكثر ارتفاعا في العالم بسبب سرطان عنق الرحم، في أمس الحاجة إلى المزيد من مراكز الكشف وتكوين الطواقم الطبية، وهما المجالان اللذان تظل الوكالة مستعدة للمساعدة فيهما.

وخلصت السيدة عبد الوهاب إلى أن العديد من البلدان الإفريقية لا تتوفر إلى اليوم على آليات العلاج الإشعاعي، الذي يعتبر النمط العلاجي الضروري لـ 71 بالمائة من حالات سرطان عنق الرحم.

المصدر: الداروم ع

زر الذهاب إلى الأعلى