فن وثقافة

صامد غيلان لـ”الدار”: من يعتمد على “البوز” يعاني بؤسا ثقافيا

الدار/ أسماء لشكر 

أضحت مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، بورصة للمشاهير، يوم لك ويوم عليك، فنانون وسياسيون مغاربة، لا يحتجاون إلى جهد لإيصال رسالتهم، أو القيام بهجوم ضد شخص ما، أو عرض عمل ما، أو العودة إلى ساحة عمله،  خاصة إن طال غيابه،  يكفي بنشر فضيحة ما "البوز"،  وبين ليلة وضحاها، يصير حديث الجميع، على الصفحات الفيسبوكية، وحوار التعليقات والردود على اليوتوب.

سياسيون وفنانون يروجون لأعمالهم عن طريق "البوز"

ويقول علي الشعباني، باحث في علم الاجتماعي، إن الخطير في الأمر، يتمثل في "أن بعض المشاهير الذين لا يمكننا أن نحصرهم في خانة الفن، أصبحوا يدفعون مبالغ مالية لبعض النشطاء على مواقع التواصل  الاجتماعي،  بهدف التأثير على الرأي العام وتسليط الأضواء عليهم".

ويضيف المتحدث في تصريح لـ"الدار"، أن هذه المواقع حولت مجموعة من الأشخاص إلى مشاهير بسرعة غريبة، لكن يمكننا أن نرجع اختفاءها بالسرعة نفسها، لإدارك المتتبعين بعد فترة وجيزة، إلى أن هذه الشخصية لا تستحق في الحقيقة، هذه الضجة التي أثيرت من أجلها. 

ويشير  الباحث في علم الاجتماع، إلى أن هذه الشهرة "يمكننا اعتبارها  مجانية لكون هولاء الأشخاص لا يقدمون شيئا للمجتمع، مسجلا إلى أنه للأسف قديما كنا نرى فنانين كان الجمهور هو من يصنع شهرتهم، ونجاحاتهم وأعمالهم التي تتحكم في استمراريتهم عوض مواقع افتراضية، التي تمنح شهرة لأفراد لا يتمتعون بكاريزما، تمكنهم من الاستمرارية على المنوال نفسه".

ويختم الشعباني في حديثه، أن الأشخاص  الذين يسعون إلى "البوز"  يتم وصفهم في علم النفس بالشخصيات النرجسية التي تسعى للشهرة، ولو على حساب الآخرين وتشويه صورتها"، معتبرا "أن استعانة مشاهير الفن والسياسة، بالمواقع، عبارة عن حملات إعلانية وترويجية ، لأعمالهم الفنية أو منجزاتهم السياسية".

البحث عن البوز دليل على البؤس الثقافي والتوعوي للمشاهير

ويعتبر صامد غيلان، إعلامي بالقناة الثانية، أنه ليس من الضروري أن يكون "البوز" في حد ذاته مقصودا، إذ يمكن أن يقع حدث عادي لأي فنان أو شخص، وطريقة تناوله من طرف متتبعيه، تجعله قضية مثيرة للرأي العام، مضيفا أن بعض وسائل الإعلام تساهم في "البوز" الذي أصبح عند المغاربة يعتمد بدرجة كبيرة على الجنس والكلام النابي".

ويضيف غيلان أن ما يقدمه الفنان للمتلقي من أعمال هو من يتحكم في استمرارية نجوميته، أما البعض منهم الذي يعتمد على البوز، يعاني من بؤس ثقافي واجتماعي، ولا يستحق أن نطلق عليه  اسم فنان، مشيرا إلى أن الدافع الأول للنجاح والشهرة، يجب أن يتحدد في عامل الجودة في الأعمال والإنتاجات.

ويقول صامد إن هذه المسألة إشكالية شخصية، ولا يمكننا الحكم على الجميع فهناك العديد من الفنانين الذين يعملون في صمت وجودة أعمالهم هي من تتحدث عنهم ولازالوا متواجدين في الساحة الفنية وبقوة.

وختم غيلان حديثه، معبرا: "أنا دائما أؤمن بشئ واحد إذا قمت بأي بعمل  لا تهتم لعدد الأشخاص الذين سيشاهدونه بل ركز بالأساس على جودة العمل".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى