سلايدرفن وثقافة

بسبب تداعيات كوفيد19.. المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالدار البيضاء تتحول إلى مؤسسة افتراضية

ساهمت تداعيات أزمة فيروس (كوفيد 19) في تحول المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى مؤسسة افتراضية، بعد اعتماد خمسة من مختبراتها العلمية لنظم تقنيات التحكم عن بعد، وذلك بهدف تكوين مهندسين مؤهلين في مختلف المجالات.

وأكد مدير المدرسة السيد أحمد موشتاشي، أن اعتماد هذه التجربة الفريدة من نوعها على الصعيد الوطني، في تحد صارخ للظروف الصعبة التي فرضتها الجائحة، سمح باستكمال الموسم الجامعي الماضي 2019-2020 بشقيه النظري والتطبيقي على النحو المطلوب، مضيفا أن هذا الإجراء الاستباقي فسح المجال ايضا لمرور الدخول الجامعي الحالي بشكل سلس.

وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه بفضل هذه المختبرات المبتكرة، التي ستتعزز قريبا بمختبرات أخرى، “سيتأتى لنا إعلان مؤسستنا مؤسسة افتراضية على الصعيد الوطني”، حيث ستمكن هذه التجربة طلبة المدرسة من التحكم عن بعد في أجهزة مختبراتها العلمية وإجراء أشغالهم التطبيقية بل حتى مشاريع امتحاناتهم لنهاية السنة من أي مكان كان، شريطة التوفر فقط على حاسوب متصل بشبكة الأنترنيت.

وفي إطار مسؤوليتها الاجتماعية والعلمية، يردف موشتاشي، تؤكد المدرسة استعدادها التام لتقاسم هذه التجربة في التعليم عن بعد والتنسيق في إطار تشاركي مع كافة المؤسسات الجامعية سواء على الصعيد الجهوي أو الوطني، مشددا على جاهزيتها بشكل كامل لكافة السيناريوهات التعليمية المحتملة بما فيها اعتماد النمط الحضوري المدمج مع التعليم عن بعد أو الاقتصار على التعليم عن بعد في الأشغال التطبيقية بنسبة 100 في المائة.

وفي هذا السياق، أشاد السيد موشتاشي بالدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه كل من الوزارة الوصية وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء واللتين كان لهما الفضل الكبير في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، الى جانب عدد من الشركاء السوسيو اقتصاديين دعما للجهود الجبارة التي تبذلها مختلف مكونات أسرة المدرسة من أساتذة وأطر إدارية وتقنية، منوها أيضا بسرعة التفاعل الإيجابي للطلبة مع هذه المستجدات.

وبخصوص المختبر الخامس الذي تم إعداده لمسايرة الركب، أبرزت نادية مشكور المشرفة على تسييره، أن هذا الفضاء العلمي المتعلق بالتقنيات الكهربائية والطاقات المتجددة يعهد له في الوقت الراهن بتزويد الطلبة بجملة من القواعد والركائز الأساسية التي تؤهلهم لإجراء قياسات دقيقة لمستوى الضغط والطاقة الكهربائية وكذا اكتساب الممارسات الجيدة لتوفير استهلاك هذه المادة الحيوية.

وأبرزت أن هذه القياسات التي تجرى عن بعد لا تقل أهمية عما كان متداولا قبل حلول الجائحة، بل بفضل هذه التكنولوجيا الحديثة أضحى بإمكان الطالب إنجاز أشغاله التطبيقية وكأنه يعيش التجربة عن كتب وبشكل عيني وبعث استنتاجاته التحليلية عبر الأنترنيت إلى الأستاذ المشرف على العملية.

من جانبه، أشار مراد زكراري رئيس شعبة الهندسة الكهربائية التي تعنى أساسا بالآليات الكهربائية ذات الضغط العالي، إلى أن المختبر يعتمد على تجهيزات عالية المستوى من أجل تحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية أو العكس وهو ما يساعد الطلبة على اكتساب مهارات التحكم عن بعد في مختلف الآليات الصناعية من الجيل الرابع ومسايرة الاستراتيجية التي تنهجها المملكة عبر الانخراط في مجال الرقمنة الصناعية.

وسجل أن هذا المختبر، كباقي المختبرات الخمس المؤهلة بالمدرسة، مزود بمجسمات لعمليات مختبرية من محركات وآلات دقيقة وكاميرات متطورة تسمح بالتواصل عبر الحاسوب وبالتقاط الصور والمشاهدة العينية لعمليات المحركات بشكل واقعي كما هو الشأن في التجارب الحضورية، مبرزا أن الطلبة يحق لهم الافتخار بانتمائهم لهذه المؤسسة الرائدة في هذا المجال الذي سيؤهلهم لاقتحام سوق الشغل بسلاسة خاصة في الصناعة الكهربائية ورفع التحديات الجديدة للعالم الرقمي.

أما ايت المحجوب الحفيظ، منسق شعبة تدبير الأنظمة الكهربائية الذكية، فيرى أن مزايا هذه المختبرات جمة ولا يمكن التغاضي عنها، ففضلا عن كونها تشكل بديلا استثنائيا موازاة مع الأزمة الصحية الراهنة إلا أنه يمكن اعتمادها على الدوام لما بعد الجائحة لكونها تؤمن متسعا من الوقت لاستغلالها بمعدل 24 ساعة على 24 وطيلة أيام الأسبوع على عكس ما هو معمول به في التعليم الحضوري المحدد في ثمان ساعات فقط.

كما يفسح هذا التعليم عن بعد لطلبة المدرسة بحسب أيت المحجوب، إمكانية حجز المختبر في أي وقت ممكن مع تحديد مدة استغلاله لإجراء الأشغال التطبيقية وتقاسم التجربة في الآن ذاته مع باقي الزملاء. ولضمان سلامة الأجهزة ومعدات قاعة المختبر، تم تطوير أجهزة إلكترونية تعمل بشكل تلقائي عند استشعار الخطر وهي قابلة للتحكم فيها عن بعد.

وبرأي الطالب مروان فاروق، رئيس إحدى الأندية الطلابية بالمؤسسة، فإن المدرسة لم تدخر جهدا في إمداد طلبتها بمختلف الأدوات والتجهيزات الضرورية فضلا عن تلقينهم التقنيات العلمية والعملية التي تؤمن لهم الطريق لإبراز مهاراتهم من خلال عدة مشاريع تنموية جاءت استجابة لما تتطلبه المرحلة الاستثنائية الراهنة.

وفي هذا الصدد، استعرض فاروق مختلف المشاريع المبتكرة التي أنجزها الطلبة من قبيل سلة القمامة الإلكترونية التي يمكن استعمالها عبر أجهزة الاستشعار، وجهاز للتعقيم وقياس الحرارة في آن واحد، وعينات من الواقيات البلاستيكية والكمامات الواقية للحد من انتشار وباء كورونا وجهاز التنفس الاصطناعي المتعدد الاستعمالات.

وكانت المدرسة قد استقطبت برسم السنة الجامعية الحالية 2020-2021 أعلى نسبة من المترشحين في “منصة توجيهي” والذين فاق عددهم عتبة 54 ألف مترشح ومترشحة.

لذلك، يبقى التعليم عن بعد فرصة سانحة لتوسيع الطاقة الاستيعابية للمدرسة وتعزيز انفتاحها على أكبر عدد ممكن من المترشحين الحاصلين على شهادة الباكالوريا بشعبتي العلوم التجريبية والعلوم الرياضية.

المصدر: الدار- وم ع

زر الذهاب إلى الأعلى