أمينتو حيدر..موسم جديد لأكل الغلة وسب الملة
الدار / افتتاحية
عرابة الانفصال وسمسارة حقوق الإنسان أمينتو حيدر التي لم تتردد في أخذ نصيبها من تعويضات هيئة الإنصاف والمصالحة، لا تفوت فرصة من فرص الخيانة والعمالة إلا واستثمرتها لإرضاء أجهزة المخابرات الجزائرية. لقد بدأت مجددا مهمة مخابراتية جديدة بعد أن أعلنت عن ما أسمته “الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي” وهي التي توجد اليوم تحت طائلة بحث قضائي بمدينة العيون. وقد اختارت أمينتو كعادتها منبر وكالة الأنباء الجزائرية لإطلاق حملة عدائية ضد المغرب، وكأنها تؤكد بالملموس تورط الجزائر في إطلاق هذه الحملة ودفعها وتأجيجها.
ومن غباء المكيدة التي يحاول الجزائريون نصبها للمغرب بتوظيف أمينتو وأمثالها، أنها تحاول العزف على وتر تفكك الجبهة الداخلية، وهي تهاجم وسائل الإعلام الوطنية المغربية وتنظيمات المجتمع المدني والحقوقي والأحزاب السياسية التي عبرت بشكل واضح عن رفضها لتأسيس الهيئة الانفصالية المزعومة. هل كانت أمينتو تنتظر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن تنصب نفسا طرفا للدفاع عن شرعنة الانفصال ومأسسة نشاطه داخل التراب الوطني؟ لا شك أنها تحلم، وأن من دفعوها في الجزائر للقيام بهذه المبادرة يعرفون أنها تحلم. لا يمكن أبدا المراهنة على طرف سياسي أو حقوقي أو مدني وطني لدعم أطروحات الانفصال أو الدفاع عن نشطائه لأن قضية الصحراء تدخل اليوم أكثر من أي وقت مضى، في نطاق الثوابت التي لا خلاف حولها بين كل الفرقاء مهما تضاربت مصالحهم واختلفت توجهاتهم.
لكن ما الغاية من وراء هذه المناورة الجديدة؟ إنها تتزامن مع تحركات أخرى مستفزة للمغرب ولوحدته الترابية، خصوصا على مستوى معبر الكركارات الواقع على الحدود الموريتانية. هناك أولا سياق دولي يرتبط بقرب موعد مناقشة مجلس الأمن لموضوع ولاية بعثة المينورسو في أكتوبر الجاري، وتقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره بهذا الشأن. لقد تحول نشاط الانفصاليين المدفوعين من الجزائر إلى حملات موسمية في شهري أكتوبر وأبريل اللذين يتزامنان مع التداول الأممي لقضية الصحراء في محاولة بائسة للإبقاء على هذا النزاع المفتعل وتأجيجه وإعطاء الانطباع للمجتمع الدولي بأن الصحراء المغربية نقطة ساخنة ومحط صراع وانفلات يستحق التفاته نحوها والتدخل لفض النزاع. وهذا ما جاء صراحة، وبغباء سياسي واضح، على لسان ابراهيم غالي زعيم الجبهة الانفصالية في حوار للتلفزيون الجزائري عندما قال “إن العالم اليوم أصبح يهتم عندما يرى دماء الأبرياء تسيل”.
لذلك سرعان ما ستهدأ الزوبعة المثارة في هذا الفنجان بمجرد أن ينتهي عرض التقرير الأممي ويصادق مجلس الأمن على تمديد ولاية بعثة المينورسو لشهور إضافية. وسيعود الجزائريون لمواجهة واقع الاحتقان الداخلي الذين يحاولون تصريفه عبر تسخين الأوضاع في الصحراء المغربية، وخلق انطباع بوجود أزمة إنسانية وسياسية وربما عسكرية. إن خيار الحرب في الصحراء أصبح مجرد حلم من زمن غابر، فالوضع تحت السيطرة الكاملة، وإمكانات تحرك الانفصاليين عسكريا لمواجهة المغرب ضرب من ضروب المغامرة المجنونة. ولا يجب أن يغتر هؤلاء بما يحدث اليوم ما بين أذربيجان وأرمينيا لأن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، وشتان بين الحالتين. لكن بالنسبة لمن يدعون النشطاء مثل أمينتو حيدر تمثل هذه المواسم فرصا جديدة للمزيد من أكل الغلال، من المغرب والجزائر، وسب الملل وبيع الأوهام.