صحة

مريم هجيوج .. العمل التطوعي في خدمة مرضى السكري

“أمام القلب الشجاع، لاشيء مستحيل”، يبدو أن هذا المثل ينطبق تماما على مريم هجيوج، تلك المرأة المغربية-البريطانية، التي تواجه الصعاب بتفاؤل وعزم وقوة، هي التي عرفت كيف تجعل من مرض السكري لديها حافزا بدل أن يكون عائقا أمام تحقيق أحلامها، حتى الأكثر جنونا.

مريم هجيوج آغا، التي تعاني من مرض السكري من النوع الأول، لم تلعب دور الضحية، حيث أنه بفضل مرضها، وليس بسبب هذا الداء، وجدت ضالتها في العمل التطوعي. لم يمنعها مرض السكري من متابعة الدراسة والعمل، لكنه منعها بكل بساطة من أن تعيش حياتها على أكمل وجه.

وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت مريم “بما أنني مصابة بمرض السكري، كنت أحلم بالعمل في المجال الاجتماعي والرعاية، ولكن كنت أود مساعدة مرضى السكري بشكل خاص، من أجل أن يتمتعوا بتتبع وعلاج أفضل”.

في بداية مشوارها سنة 2011، كان حلم مريم يتمحور حول حافزين اثنين، التوعية واكتساب أكبر قدر من المعارف والمعلومات بهذا الخصوص. فقد جعلت من تطوير جودة حياة هذه الفئة من خلال تقليل المخاطر المرتبطة بهذا الداء، شغلها الشاغل.

وقد تمكنت مريم من تحقيق مشاريعها الهادفة إلى تحسين صحة مواطنيها من خلال إنشاء جمعية (Diabetes UK Wellingborough Group)، التي تعمل على التوعية وتقديم علاج أفضل لمرضى السكري، كما أنها عززت مسارها الأكاديمي بشهادة ماستر في علم النفس.

منساقة خلف ولعها بالعمل التطوعي، شاركت مريم هجيوج وهي لا تزال طالبة، في عدة حملات للكشف المبكر والتوعية، حيث تؤكد، بهذا الخصوص، أن “المشاركة في هذه الأعمال التطوعية مكنتني من اكتساب عدة معارف وفهم حاجيات الأشخاص المصابين بمرض السكري، بشكل أفضل”.

ومن أعالي قمم تاونات، قررت مريم سنة 2002، مغادرة مدينتها لتحط الرحال بالمملكة المتحدة، حيث تعيش حاليا مع عائلتها الصغيرة، ولم يكن لهذه المرأة المولعة بالطبخ، والمطالعة والسفر أي فكرة حينئذ عن المغامرة التي تنتظرها.

وقالت “لقد كانت البداية حافلة بالعقبات لأنني لم أكن أتقن الإنجليزية !” لكنها مريم المفعمة بالتفاؤل، لم تستسلم وتابعت دراستها في المجال الذي كان يثير اهتمامها حقا : “مساعدة الآخرين، وخاصة المرضى”، دون أن تنسى “أصولها” وموطنها.

وهكذا، تجسد هذا الشعور بالانتماء بانخراط مريم هجيوج، بشكل تام، في الحياة الجمعوية، من خلال انتسابها كعضو فخري إلى جمعية “أجيال للتنمية المستدامة”.

وأوضحت السيدة مريم أن أنشطة الجمعية مخصصة مبدئيا لساكنة العالم القروي بإقليم تاونات، مشيرة إلى أنه خلال فترة زمنية قصيرة، بادرت الجمعية بتنظيم العديد من الأنشطة، والتي كان من أبرزها تنظيم ندوة حول الدعم النفسي لفائدة المصابين بداء السكري بجماعة كلاز (دائرة غفساي)، أدار أشغالها الأستاذ بن عيسى زياني، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري (14 نونبر).

كما واكبت الجمعية حوالي 400 شاب من حملة المشاريع بجماعات تاونات وغفساي وقرية با محمد، بفضل شراكات مع القطاع المصرفي.

وأبرزت السيدة مريم أن “أجيال” تعمل أيضا لفائدة المرأة القروية والأسر المحتاجة وتعليم الأطفال في وضعية صعبة.

وبالنسبة للسيدة مريم، فإن درب التطوع لا يزال طويلا، حيث وضعت على قائمة أهدافها المستقبلية مواكبة الأسر بالعالم القروي وتوعية وتحسيس النساء وخلق مشاريع تنموية بالشراكة مع مستثمرين.

وهكذا تكون مريم حجيوج قدر رسمت طريقها الشائك في ميدان التطوع بكل شجاعة ومثابرة، من أجل الفوز بمعركة العمر، معركتها ضد داء السكري.

زر الذهاب إلى الأعلى