حصيلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مشرفة قياسا بما كانت عليه أوضاع الأمازيغية قبل خطاب أجدير
أعتبر أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن حصيلة المعهد مشرفة قياسا بما كانت عليه أوضاع الأمازيغية قبل الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأجدير.
وأوضح بوكوس، في حديث للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمازيغية دخلت مجال التعليم، ولو بشكل متعثر، وأصبحت لها مكانة في السياسات العمومية وولجت الحقل الإعلامي، خاصة عبر القناة الثامنة والبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، مشيرا في هذا الصدد الى أن البحث الأكاديمي يعرف تقدما مطردا في شتى حقول المعرفة من تاريخ ولسانيات وعلم اجتماع وأنثروبولوجيا.
وأضاف أن الأمازيغية ولجت حقلا جديدا، وهو التكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام والاتصال، كما عرف مجال الترجمة نموا لا بأس به، مبرزا أن المعهد نشر في هذا السياق 500 إصدارا جديدا، وهو ما يظهر مدى الجهود المبذولة من لدن الدولة والباحثين داخل الجامعات وفي إطار بنيات المجتمع المدني. وقال في هذا الصدد “إن وضعية الأمازيغية بعد خطاب أجدير عرفت تقدما ملحوظا على المستوى الكمي والنوعي”.
وعلاقة بموضوع الساعة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” اعتبر بوكوس أن الجائحة كان لها تأثير وخيم على جميع المؤسسات، مضيفا أن عمل المعهد كان داخليا بالدرجة الأولى منذ 20 مارس إلى نهاية أبريل 2020، حيث قام بتجميد جميع الأنشطة الخارجية وعلاقاته بالجمعيات و الفاعلين.
وتابع أن اللجنتين الإدارية و العلمية للمعهد اجتمعتا بعد ذلك وخرجتا باستراتيجية مفادها أن مسؤولي المؤسسة من عمادة وأمانة عامة وأعضاء للجنتين الإدارية والعلمية، سيقومون بالاشتغال حضوريا وذلك في إطار الاحتياطات الوقائية الواجبة عبر تقنية “الواتساب” وتطبيقات مماثلة، مسجلا بهذا الخصوص أن مستوى المردودية لم يعد كما كان في السابق ، بيد أن المعهد قام بتحقيق مهامه المركزية، المتمثلة في إعداد التقرير الخاص بأنشطته برسم سنة 2019، ومخطط عمله برسم سنة 2020، ومشروع ميزانية 2021.
من جهة ثانية، أفاد بوكوس بأنه تم انجاز كتاب بديع حول المعهد يؤرخ لنشأة هذه المؤسسة ويعرف بأنساقها ومحاور اشتغالها الاستراتيجية ويضم تقويما لعملها، مؤكدا أن هذا الكتاب يشكل مرجعا لجميع المهتمين بشؤون المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وبخصوص المشاريع المستقبلية، أبرز بوكوس، أن المعهد وضع مخطط عمل لسنة 2021 يضم مجموعة من المحاور، من بينها ضرورة الانكباب على التكنولوجيا الحديثة، اذ أن جائحة كورونا أظهرت أن الأساليب التقليدية في التواصل والبحث والإنتاج باتت متجاوزة، قائلا في هذا الصدد إن أرادت الأمازيغية أن تصمد وتتقدم، لا بد لها من ولوج هذا المجال”.
واضاف أن المعهد كان يشتغل في إطار ما يسمى المعالجة التلقائية للغة وأن الأمازيغية حاضرة في نظام ويندوز 2008 و2010، لكنها ما تزال تفتقد لأنظمة التصحيح الإملائي والمعجمي والتركيبي، اذ أن ما استطاع المعهد انجازه لحد الآن هو مجموعة تطبيقات تنبني حول المفردات، ولكنها تظل مفردات معزولة عن سياقاتها داخل الجمل أو الخطاب.
وخلص عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الى أن المعهد يصبو الى نسج شراكات من شأنها أن تشكل إضافات قيمة تسهم في تطوير مشاريعه.
المصدر: الدار- وم ع