تقرير: الملك محمد السادس يرعى استراتيجية ملهمة في مجال محاربة التطرف الديني في العالم العربي
الدار / ترجمات
كتب موقع “insidearabia” أن “الفكر السلفي الراديكالي، المعتمد على التفسير المتشدد للنصوص الدينية، وصل إلى المغرب في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، لكنه فشل في إيجاد معقل حاضن في المملكة المغربية”.
وأكد الموقع في تقرير موسوم بعنوان “مقاربة المغرب للتطرف الديني: من الجهاد إلى السلم والإصلاح”، أن المغرب يعمل اليوم على تعزيز الوسطية الدينية ومحاربة التطرف بأشكاله المختلفة وكذلك العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إليه، مشيرا الى أن “المملكة اكتسبت على مدى قرن شهرة منقطعة النظير مردها الى الاعتدال الديني والتسامح والتعايش مع الأديان الأخرى في ظل المذهب المالكي والصوفية السنية، الذي ترفل فيه المملكة.
وأوضح ذات المصدر أن الأقليات الدينية عاشت في المغرب بشكل عام في وئام مع المسلمين على مدى العصور الماضية، مبرزا ان “أجهزة المخابرات المغربية تمكنت في السنوات الأخيرة من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية النشطة في البلاد.
وذكر الموقع بمعطيات سبق أن أدلى بها عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسييج”، الذي كشف أن المكتب تمكن من تفكيك 21 خلية إرهابية في عام 2015، و19 خلية عام 2016، و9 خلايا عام 2017، و4 خلايا في النصف الأول من عام 2018.
واعتبر الموقع ذاته أن هذه الخلايا الجهادية التي جرى تفكيكها خلال السنوات الماضية، تفتقر إلى القيادة الوطنية وتعمل على أساس الأجندات الأجنبية للإرهاب الدولي، كتنظيم داعش أو القاعدة، مما أدى الى انضمام 1699 جهاديًا مغربيًا إلى داعش منذ اندلاع النزاع المسلح في سوريا والعراق وليبيا، وفقًا لتقرير قدمه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إلى البرلمان المغربي في 9 نونبر 2017.
وأبرز موقع “insidearabia” أنه مع تنامي خطر التطرف الديني بالمغرب، بادر الملك محمد السادس الى نهج سياسة وطنية استراتيجية في أعقاب هجمات الدار البيضاء عام 2003 لمراقبة وضبط آليات اشتغال الجوانب المؤسسية للإسلام في المغرب.
وفي هذا الصدد، تقوم هذه السياسية، يؤكد الموقع، على لحفاظ على الإسلام المغربي، وهو شكل من أشكال الإسلام يتميز تقليديا بالانفتاح والتسامح والتعايش في ظل المذهب المالكي، وذلك بغية الحد من تأثير الوهابية وغيرها من الاتجاهات الراديكالية خلال مجموعة من الإجراءات، مثل مراقبة طرق اشتغال المساجد، وتكوين علماء الدين والخطباء على التسامح والاعتدال، ومراقبة الفتاوى من خلال تعيين أعضاء المجلس العلمي الأعلى.، وقد ساهمت هذه السياسة، يقول الموقع، بقدر كبير في الاستقرار الذي يتمتع به المغرب مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة.
و قال المصدر ذاته، ان “معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات” بالرباط، يعد اليوم عنصرا أساسيا في استراتيجية المغرب لتعزيز الوسطية الدينية ومحاربة التطرف، مشيرا الى توقيع الحكومة المغربية لاتفاقيات مع فرنسا وبلجيكا وتونس والغابون وساحل العاج وجزر المالديف وليبيا ومالي وغينيا لتدريب أئمة هذه البلدان .
وخلص الموقع الى التأكيد أنه لطالما تميز المغرب بنهجه الإسلامي البعيد عن الأيديولوجيات الأكثر تطرفاً التي تمارس في أماكن أخرى من العالم العربي، مؤكدا أن “المملكة المغربية تبذل قصارى جهده للحفاظ على هويتها الدينية القائمة على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي في الفقه، كما يدعو الملك محمد السادس باستمرار المغاربة إلى تلقي المعرفة الدينية الأصيلة والمتزنة من علماء المملكة، فضلا عن أن استراتيجية المغرب في محاربة الراديكالية والتطرف الديني ترتكز على التعليم، بهدف التصدي لخطر التطرف الديني السائد في أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي، لتستحق بذلك تجربة “معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات في الرباط”، الاستلهام والمحاكاة.