حمى تجاهل “البيجيدي” لافتتاح الإمارات لقنصلية بالعيون المغربية تصيب إعلامه الرسمي
الدار / خاص
في خطوة لايمكن في واقع اعتبارها مفاجئة بالنظر لأجندة الحزب و ايديولوجيته الاقصائية، تجاهل حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، عبر موقعه الرسمي، خبر افتتاح دولة الإمارات العربية المتحدة لقنصلية عامة لها بمدينة العيون بالصحراء المغربية، وهو الذي حظي بتغطية خاصة سواء من القنوات العربية أو من قنوات القطب العمومي، التي أوفدت مراسليها الى العيون لتغطية هذا الحدث الاستثنائي في مسار قضيتنا الوطنية، التي تشكل محط اجماع وطني من كل القوى الوطنية، ومن كل المؤسسات و الاطياف باختلاف مشاربها السياسية والثقافية.
تجاهل الموقع الرسمي لحزب “المصباح” لحدث افتتاح القنصلية، جاء متسقا أيضا مع تجاهل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، للخبر، اذ لم نشر تغريدة تتحدث عن الحدث على غير عادته كلما افتتحت قنصلية دولة ما في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو موقف يعكس في واقع الأمر عدم قدرة قيادات الحزب على التفريق بين قبعة الحزب الاخواني وبين رئاسة الحكومة التي تعد شأنا عموميا تتطلب من صاحبها نوعا من الدبلوماسية وترك المواقف و الأجندة الحزبية جانبا، خصوصا وأن الأمر لايتعلق هنا بموضوع للسجال والتدافع السياسي بقدرما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وبالرجوع الى موقع حزب العدالة والتنمية، نجد أن الحزب أفرد مواد إخبارية لافتتاح عدد من البلدان الافريقية لقنصلياتها بمدن الأقاليم الجنوبية للمملكة، بل و نشر أخبارا في نفس اليوم تتعلق بالصحراء المغربية، منها دعم دولة دجيبوتي لمقترح الحكم الذاتي، كما قام بتغطية أخبار كل القنصليات الافريقية التي تم افتتاحها من قبل، لكنه بمجرد اقدام الامارات العربية المتحدة على خطوتها التاريخية، تجاهل الخبر تماما، وهو ما يعتبر ضربا في مصداقية العمل الإعلامي الذي يتطلب نوعا من الحياد والموضوعية.
واذا كان الاعلام الرسمي لحزب العدالة والتنمية قد سقط من جديد في هذا الاختبار، فان قياداته الحزب و “مناضليه” حاولوا التشويش على حدث افتتاح دولة الامارات العربية المتحدة لقنصليتها بمدينة العيون، اذ عمد البرلماني عن دائرة العيون، إبراهيم الضعيف الى نشر تدوينة شارذة على حسابه في الفايسبوك تتضمن تشكيكا ظاهرا في النوايا على عادة قيادات الحزب الاخواني، والتنظيمات الاخوانية التي تنهل من قاموس المظلومية والمؤامرة والتشكيك لتبرير مواقفها السياسي، أو استمالة الناخبين تحقيقا للمزيد من المكاسب السياسية.
وكتب البرلماني إبراهيم الضعيف تدوينة قال فيها : “الإمارات تدخل العيون: الله يخرج العاقبة على خير… رسميا اليوم، تم افتتاح قنصلية عامة للإمارات العربية المتحدة في مدينة العيون”، قبل أن يقوم بحذفها ونشر تدوينة جديدة ترحب بالخطوة وتباركها بعد أن حذره البعض في التعليقات من تدوينة خارج السياق والحدث.
أخطاء قاتلة حاول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، تداركها ولو متأخرا عندما قال إن “فتح قنصلية دولة الإمارات العربية المتحدة يدل على الاعتراف العميق والمتنامي بالحق التاريخي والقانوني والوطني والسياسي والمبدئي للمغرب في صحرائه”، غير أن منطق الأشياء يقتضي أن يبتعد قياديو على التشويش على مبادرات الدول الأجنبية كليا خصوصا في قضايا استراتيجية مثل قضية الصحراء المغربية.