أشهر بائعة قهوة بجامع الفنا بمراكش
الدار/ هيام بحراوي – تصوير: خولة السلاوي
أمام عربتها الصغيرة، بساحة جامع الفنا، بمراكش تقف بهمة ونشاط عاليين، وبجانبها، زبناء عاشقون للقهوة المنسمة بالأعشاب، التي تُشتم رائحتها عن بعد، في ذلك الفضاء المليء بالباعة المتجولين، إذ يتهافت الزبائن على "باتيسري" حنان المتنقل، للظفر بكأس من القهوة الساخن، بدرهم أو درهمين.
أحد المواطنين، يفضل شرب القهوة من يد حنان مقارنة بتلك التي في المقهى بعشرة دراهم، قال في تصريح لموقع "الدار"، إن "القهوة من يد هاد السيدة متقونة وذات جودة عالية". يسجل المواطن".
شهرة هذا "الباتيسري"، تقول حنان، لم تكن تتوقعها، فهي التي مرّت من جميع المهن، من العمل كخادمة في المنازل، إلى العمل مربية في المدارس، ومن تم اشتغالها كبائعة للخبز.. صعوبة الحياة بعد وفاة الزوج جعل منها امرأة حديدية، تكافح من أجل أن يعيش أطفالها بسلام وهناء.
تؤكد حنان لموقع "الدار" أنها استطاعت من خلال هذا المشروع البسيط، أن تجد لها موطئ قدم في عالم المشاريع، فالعربة المتنقلة استطاعت أن تكسبها شعبية في أوساط المواطنين البسطاء بمراكش، زبناؤها في الغالب هم العاملون بساحة جامع الفنا، وأيضا المواطنين الذين أعجبوا بجودة منتوجات حنان، التي تقول، "تنبيع الحلوة والقهوة"، هذه الثنائية جعلت من محلها المتنقل قبلة، للجميع، وتختلف أثمنة القهوة التي تبيعها بإختلاف نوعها، ويترواح سعرها بين درهم أو درهمين إلى ثلاثة دراهم.
حنان تحمد الله وتشكره، بفكرة هذا المشروع، الذي جعلها تجني، حسب تصريحها، أكثر مما كانت تجنيه عندما كانت مستخدمة، وقالت "هاد الخدمة معيشة بيها راسي ووليداتي"، وتضيف "أنا هنا خدامة تاع راسي ما يتحكم في حد، هاد الخدمة مسلكاني، وأنا حرة فيها ".
الحرية بالنسبة لحنان لا تباع ولا تشترى، فهي تتنقل بكل أريحية بساحة جامع الفنا، ويحدوها الأمل في أن يكبر محلها الصغير ليصبح "باتيسري" كبير لما لا تتساءل حنان؟.