الدين والحياةسلايدر

عبادي: السعادة غاية الدين واعتبار مآلات الاحكام والسياق أسس فقه الواقع

الدار / خاص

نظمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) محاضرة علمية بعنوان “نظرات مستأنفة في فقه الواقع”، ألقاها الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء.

وتندرج هذه المحاضرة في اطار تنفيذ اتفاقية التعاون الموقعة بين الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء في الثاني من مارس 2020، في مجالات حوار الحضارات والثقافات، ومواجهة ظاهرة التطرف والتشدد والكراهية، والتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام، من خلال مجموعة من البرامج التنفيذية والمشاريع الأكاديمية.

وانطلق الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور أحمد عبادي، في محاضرته من جملة من المعطيات والتساؤلات التي تؤطر نظرتنا اليوم للواقع المعاصر، من قبيل: ما هي المضامين التي تروج افتراضيا في واقعنا المعاصر؟ وما هي دلالات هذه السلطة التي أصبحت لدى عدد من المؤثرات والمؤثرين؟ وكيف يمكن أن نواجه هذا التأثير الذي يمس اليافعات واليافعين، والشباب قاطبة؟ وهل من خرائط بين أيدينا تدلنا على كيفية توقيع الفعل في عالم اليوم؟ وغيرها من التساؤلات التي تمس رؤيتنا وتصوراتنا لمسمى الواقع.

وفي تفاعل مع هذه الأسئلة الحارقة، بسط الأمين العام للرابطة محارور محاضرته حول نظرات مستأنفة في فقه الواقع، من خلال ثلاث زوايا:

الزاوية الأولى: مسمى “الواقع” تندرج وتنتظم تحته جملة من الأنساق والبنى المادية( الجغرافية والأفعالية)، والمعنوية(الإدراكية والتمثلية والشعورية)، وهي بنى لها أبعادها التاريخية ( بذكرياتها ووثائقها ومخلفاتها) والحاضرة(بتوقيعاتها وآثارها وإجراءاتها) والمستشرفة(باستراتيجياتها وتخطيطاتها وأسبابها ووسائلها)، وتؤطر كل ذلك وترافقه وتضبطه أبعاد معرفية وتشريعية وحوكمية ومنفعية..

الزاوية الثانية: أن هذا المسمى له تجلياته وإيقاعاته ومملياته، وقد عرفت هذه الأبعاد كلها عبر المراحل التاريخية المختلفة، إيقاعات تتفاوت سرعة وانضباطا..

الزاوية الثالثة: أن الواقع في القرن الواحد والعشرين أضحى من التميز والاختلاف الظاهري والجوهري عنه في القرون السابقة بدرجة تقتضي أنظارا مستأنفة للتمكن من الفهم العلمي له، والفعل الراشد فيه.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أحمد عبادي أن التعاطي الناجع والمستدام مع هذا الواقع يحتاج ضمن ما يحتاج، إلى وعي الذات، الفردية والجماعية، مع محاولة تنمية ذلك، وذلك باستحضار جملة من المداخل الشرعية، والاعتقادية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والتربوية، في علاقة وطيدة بالبحث العلمي المستدام.

ومن جهة أخرى، أشار الدكتور أحمد عبادي إلى أن “التركيب” سمة بارزة وجب اعتبارها في التعاطي مع نصوص الشريعة، مشيرا إلى إسهام العلماء المسلمين في هذا الجانب مثل الشاطبي وابن القيم وابن خلدون، ومضيفا إلى أن سعادة الإنسان في الدارين هي المقصد الأسمى لهذا الدين.

وبعد حديثه المركز حول عدد من المفاتيح العلمية الممكنة من استئناف التعاطي العلمي والواعي مع واقع الناس اليوم، ختم فضيلة الأمين العام محاضرته، بتحديد مداخل/ مفاتيح للتعاطي مع الواقع، وهي:

– استدراك النقص الذريع في مجالات الغياب المؤلم لمنصات التعاطي والتفهم للواقع.
– أن يتم التنظيم لمسارات وبروتوكولات التعامل العضوي مع مختلف الأبعاد الفكرية، والإلهامية، والتنزيلية، وغيرها.
– ضرورة تجلية المقاصد الكبرى التي تعبر عن جوهر الدين، والتي ينبغي أن يندرج تحتها التدين، لتتحقق السعادة للفرد والجماعة، وهذا أمر لا بد له من آليات ممكن من تجلية الجوهر الذس يحقق السعادة، وهو عمل ضخم لا بد له من جملة مصافي: في مقدمتها مصفاة النصوص المؤسسة، ثم آليات التعامل مع النصوص، ثن اعتبار السياق، ثم اعتبار التشبيكات العلائقية والنفسية، والذهنية.

جدير بالذكر أن الرابطة المحمدية للعلماء، ومنظمة الإسيسكو اتفقتا على إقامة شراكة استراتيجية في المجالات التربوية والإعلامية والثقافية، وذلك خلال لقاء سابق بالرباط، جمع فضيلة الدكتور أحمد عبادي، بفضيلة الدكتور، السيد سالم بن محمد المالك.

وتمت مناقشة سبل إقامة شراكة استراتيجية شاملة ومتكاملة، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما أكد الطرفان على ضرورة تعزيز التواصل بين جامعات العالم الإسلامي لتبادل الخبرات وتطوير الدراسات والأبحاث في العلوم الرئيسية، وتعزيز الوساطة الثقافية لدعم قيم المواطنة والتكامل الاجتماعي، ومحاربة خطاب التطرف.

وكان اللقاء فرصة للتأكيد على أهمية الشراكة بين الرابطة والإسيسكو، في مجال نشر القيم النبيلة للإسلام، واحترام مبادئ الوسطية والاعتدال، وتعزيز التعايش الإنساني، وإيلاء المزيد من الاهتمام للشباب وحمايتهم من مخاطر خطابات التطرف والكراهية، ولاسيما على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى