صواريخ إيرانية تستهدف السمارة.. تصعيد خطير يكشف العلاقة بين “البوليساريو” وطهران
صواريخ إيرانية تستهدف السمارة.. تصعيد خطير يكشف العلاقة بين “البوليساريو” وطهران

الدار/ تحليل
في تطور ميداني خطير يعكس حجم التهديدات الإرهابية التي تواجهها الأقاليم الجنوبية للمملكة، أقدمت ميليشيات “البوليساريو”، اليوم الجمعة، على محاولة تنفيذ هجوم صاروخي لاستهدف بشكل مباشر منشآت مدنية وأخرى تابعة لبعثة الأمم المتحدة “المينورسو” في ضواحي مدينة السمارة، إحدى أكثر المناطق استقرارًا في الصحراء المغربية.
وبحسب معطيات متقاطعة من مصادر ميدانية، فإن الهجوم تم باستخدام صواريخ إيرانية الصنع، في دليل صارخ على الدعم العسكري الذي تتلقاه هذه الجبهة الانفصالية من جهات خارجية، وعلى رأسها النظام الإيراني، في تناغم مفضوح مع أجندة الجزائر التي تأوي وتمول هذا الكيان غير الشرعي.
الهجوم الصاروخي استهدف بشكل مباشر مؤسسة تعليمية، ما يُعد اعتداءً سافراً المدنيين، إضافة إلى سقوط مقذوف آخر بالقرب من موقع تابع لبعثة “المينورسو”، ما يُمكن أن يُصنّف كاعتداء على منظمة أممية وخرق فاضح لوقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ عام 1991.
هذا الاستهداف المزدوج، المدني والدولي، يُعري نوايا “البوليساريو” ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته تجاه تصاعد الأعمال العدائية التي قد تجر المنطقة إلى مزيد من التوتر.
اللافت في هذا التصعيد، الذي يأتي بعد أسابيع من تقارير استخباراتية دولية حذرت من تورط إيران في دعم ميليشيات انفصالية عبر تسليحها بطائرات بدون طيار وصواريخ قصيرة المدى، هو استخدام صواريخ من طراز “آراش”، المعروفة بأنها من إنتاج الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يعزز الشبهات القديمة حول “تعاون استراتيجي خفي” بين طهران و”البوليساريو” عبر الوسيط الجزائري.
هذا التعاون يطرح أسئلة عميقة حول أهداف إيران في شمال إفريقيا، وسعيها إلى توسيع رقعة التوتر خارج الشرق الأوسط، خاصة في ظل مواجهتها لعزلة دولية بسبب برنامجها النووي ودعمها لحركات مسلحة في عدة مناطق.
الهجوم الذي طال مدينة السمارة يُعيد إلى الواجهة ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية الوطنية، والقطع مع كل محاولات التبرير أو التغاضي عن الجرائم التي ترتكبها ميليشيات مدعومة من إيران والجزائر، خاصة وأن بعض الأصوات المغربية اختارت -بكل أسف- الدفاع عن إيران بعد تعرضها لضربات أمريكية وإسرائيلية، متناسية تورطها المباشر في دعم كيانات تهدد أمن وسلامة الوطن.
ما جرى في السمارة ليس مجرد عمل عدائي عابر، بل تطور استراتيجي خطير ينذر بتحول نوعي في طبيعة التهديدات التي تواجه المغرب، ويكشف عن تواطؤ إقليمي مع ميليشيات انفصالية لا تؤمن بالحلول السلمية. والمطلوب اليوم هو موقف وطني ودولي حازم يُدين هذه الأعمال الإرهابية ويدفع في اتجاه فرض عقوبات على الجهات الراعية لها، وفي مقدمتها النظام الإيراني.