يحس بيني، وهو جنوب افريقي يهودي الديانة يمتلك نظرة ثاقبة وشعرا رماديا فضيا ناصعا، بفرحة عارمة وهو يتحدث عن عشقه للمغرب، بلد أسلافه، وبشكل خاص مراكش.
داخل أسوار المدينة العتيقة للمدينة الحمراء، ولد بيني قبل 65 عاما تقريبا، قبل أن يقرر والداه الذهاب إلى جنوب إفريقيا، حيث كانت عائلة والده قد طورت مشروعا مزدهرا في مجال السياحة والانعاش العقاري.
يشرح بيني، الذي تم اللقاء به ذات يوم في مطعم فاخر في مدينة جوهانسبورغ، المدينة الذهبية لبلد قوس قزح، أنه لم ينس أبدا جذوره المغربية، على الرغم من أنه عاش في بلد نيلسون مانديلا منذ سن الرابعة عشرة.
يقول بيني، الذي تعلو محياه ابتسامة الفرح في كل مرة يستحضر فيها ذكريات طفولته في دروب مراكش “روائح مراكش، وكرم المغاربة وروعة ثقافتنا في العيش المشترك لم تفارق أبدا ذاكراتي”.
وقال بيني، الذي يدير شركة أمنية كبيرة في هذه المدينة الكبرى بجنوب إفريقيا “المغرب لم يفارقني قط”.
ويحتفظ بيني، المتزوج من يهودية من أصل أوروبي، بتلك الرابطة العميقة مع المغرب الذي لا يزال يعتبره بكل فخر وطنه الأم.
وتابع بيني، الذي تحرص عائلته على تخليد المناسبات الدينية وفقا للتقاليد المغربية الأصيلة “دأبت على تربية أطفالي وفقا للقيم التي تعلمناها عندنا في المغرب”.
يتذكر الأعياد الدينية التي يتم الاحتفال بها بشكل مشترك بين اليهود والمسلمين، وهي ذكريات طفولة جميلة يحافظ عليها بيني بلمسة من الحنين إلى الماضي. ويرى بيني أن روح المشاركة هذه مفقودة في جنوب إفريقيا، حيث لا تزال جراح ومرارة الماضي العنصري المؤلم حاضرة في أذهان الناس وخاصة في السلوك. يتقاسم بيني تشبثه بكل فخر بالمغرب مع العديد من اليهود من أصل مغربي والذين استقروا في جنوب إفريقيا. ودفع حب المغرب ومراكش في هذا الصدد، منعشا عقاريا يهوديا كبيرا إلى إطلاق اسم هذه المدينة المغربية على مجمع سكني فاخر يتربع في قلب أحد شوارع ساندتون، الحي المالي في جوهانسبورغ.
وبنبرة ملؤها الفخر يتذكر بيني الذي لا يخفي حلما يغذيه، في منفاه في جنوب أفريقيا، أن ينهي أيامه حيث أطلق صرخته الأولى … في المغرب، قائلا “كان نقش اسم مراكش عند مدخل المجمع لحظة من المشاعر القوية التي احتفلنا بها باعتزاز كبير للاحتفاء بتاريخنا وهويتنا المتعددة، وفي نفس الوقت، تكريما لجذورنا المغربية”.
المصدر: الدار– وم ع