سلايدرصحة

المنظري: الايدز يتنامي على نطاق غير مسبوق بإقليم شرق المتوسط

حذر مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، من أن داء فقدان المناعة المكتسبة “الإيدز” ينتشر في دول الإقليم بشكل غير مسبوق والتي شهدت سنة 2019 تسجيل 44 ألف حالة إصابة جديدة.

وقال المنظري في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للإيدز إن عدد المتعايشين مع هذا الداء في دول الاقليم يقدر بنحو 420 ألف شخص،لافتا إلى ثلث المتعايشين مع الفيروس فقط تم تشخيصهم بينما لا يتلقى العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية سوى 24 بالمائة من حاملي الفيروس.

ويضم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط 22 دولة هي المغرب والاردن وأفغانستان والإمارات وباكستان والبحرين وتونس وإيران وسوريا واليمن وجيبوتي والسودان والصومال وعمان والعراق وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا ومصر والسعودية.

وعبر المسؤول بمنظمة الصحة العالمية عن الأسف لكون جائحة كورونا أتت في وقت حرج وأثرت بشكل ملموس على جهود القضاء على داء الإيدز، مذكرا أن المنظمة سطرت هدفا لبلوغه في 2020 هو ضمان معرفة 90 بالمائة من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بحالتهم، وتلقي 90 بالمائة من المصابين بالفيروس للعلاج، وانخفاض الحمل الفيروسي لدى 90 بالمائة ممن يتلقون العلاج بحلول بحلول هذا العام 2020.

وقال المنظري، “إلا أننا كنا متأخرين بالفعل في تحقيق تلك الغايات العالمية، ثم جاءت جائحة كوفيد-19 وتسببت في اضطرابات واسعة النطاق وت هد د بالقضاء على كثير من المكاسب التي تحققت في مجال الصحة وغيره من المجالات التنموية”.

وأضاف “على الرغم من أن البلدان قد عملت بلا كلل للتصد ي لكوفيد-19، فقد تضررت خدمات صحية أساسية أخرى، منها خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري وتشخيصه وعلاجه”، موضحا أن تقديرات المنظمة تفيد بأن توقف العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لمدة ستة أشهر بسبب كورونا يمكن أن يؤدي إلى حدوث أكثر من 500 ألف حالة وفاة إضافية بسبب اعتلالات مرتبطة بالإيدز في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عامي 2020 و2021.

وأشار إلى أن هذا الوضع الصعب زاد سوءا وتعقيدا بسبب جائحة كوفيد-19، حيث أبلغت بلدان كثيرة عن تعطل الخدمات، وفي ظل تدابير حظر الخروج، أصبح من الصعب على المتعايشين مع الإيدز الوصول إلى المرافق الصحية، ومن الصعب على القائمين بالتوعية الوصول إلى الفئات السكانية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

وتابع المنظري “نفدت مخزونات بعض البلدان من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بسبب توقف الشحن الجوي والتراجع العالمي في تصنيع الأدوية، وإضافة إلى ذلك، نضبت القوى العاملة في خدمات فيروس نقص المناعة البشري، إما بسبب إعادة توزيعهم في إطار الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وإما بسبب إصابتهم، للأسف، بعدوى كوفيد-19، وأدى ذلك إلى تعريض كثير من المتعايشين مع الفيروس للخطر الناجم عن عدم تلق يهم للأدوية والخدمات الم نقذة للأرواح في حينها “.

وأكد أن الجائحة أتاحت أيضا فرصة لتقديم ابتكارات مثل صرف الأدوية التي تكفي لعدة أشهر وتوزيعها عبر البريد، ومجموعات الدعم الإلكترونية، وتقديم استشارات طبية عبر الإنترنت،حيث كانت الشراكة مع المجتمع المدني عنصرا أساسيا لضمان استمرار التواصل مع م تلقي خدمات فيروس نقص المناعة، والحفاظ على استمرارية خدماتهم، ودعم التزامهم خلال هذه الفترة العصيبة.

وخلص مدير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية إلى انه “على الرغم من قصص النجاح، فإن التحديات والاضطرابات كشفت عن الافتقار إلى القدرة على الصمود في ن ظ منا الصحية، ومنها برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشري. ولن تكون جائحة كوفيد-19 آخر جائحة يشهدها العالم، فينبغي أن نستخلص منها الدروس والع ب ر لكي نكون أفضل استعدادا في المستقبل”.

المصدر: الدار- وم ع

زر الذهاب إلى الأعلى