“مقاتل” مغربي ضد داعش يثير وسائل إعلام إيطالية
الدار/ المحجوب داسع
من أم مغربية وأب إيطالي، أمضى المغربي، كريم فرانسيشي، معظم حياته في الديار الإيطالية، حيث عرف بكونه حمل السلاح لمقاتلة جهاديي تنظيم الدولة "داعش" في سوريا. تجربة دفعته الى تأليف كتاب يدعو فيه إلى تعبئة دولية ضج التنظيم الإرهابي.
رأى كريم فرانسيشي، البالغ من العمر 29 عامًا، النور في مدينة الدار البيضاء من أم مغربية وأب إيطالي. ترعرع في مراكش الى حين بلوغه التاسعة، ليهاجر للاستقرار في إيطاليا مع والديه وأخته الكبرى.
في المغرب، واجه كريم ظروفا صعبة، وشظف العيش، حيث ولدت أخته من علاقة خارج مؤسسة الزواج ليتم التخلي عنها، لتعاني من نظرة مجتمع لا يرحم، ولكن أيضا مما يحكي اليوم الشاب كريم في حديثه لوسائل إعلام إيطالية.
رغم صعوبات الحياة صعبة، وعسرها، ظل الشاب كريم، محتفظا بذكريات يصفها بـ"الحلوة" حول أمه المجتهدة والمتفانية و أبيه الحنون، المنخرط في الحزب الشيوعي الإيطالي (IPC)، لكن أيضا بمقاتلين اثنين أسهموا في تشكيل شخصيته كما يقول، مؤكدا بأنه سافر الى سوريا من أجل "حب الوطن" والدفاع عن الأكراد، والانضمام إلى وحدات حماية الشعب.
في الكتاب يحكي كريم، حياته الشخصية والعائلية، فضلا عن الرحلة التي قادته إلى أن يكون جزءًا من "وحدات حماية الشعب"، وعن كتاب "المقاتل"، الذي يشرح فيه تجربته وسفره الى سوريا لمقاتلة تنظيم "داعش"، وذلك في رسالة أراد أن يوجهها على حد قوله للشباب الايطاليين، مفادها أن "حب الوطن"، هو أيضا القتال في لحظة الخطر"، مشددا على أن المعركة ضد داعش يجب أن ينخرط فيها العالم بأسره.
نشأ الطفل كريم في جو يطبعه الحماس وقيم البطولة والنخوة، التي ورثها كما يقول أصدقاؤه عن والده. في سن 17عاما، سينخرط في مجموعة العمل الوطني، المقاومة الشيوعية التي ميزت إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية.
تأثر بتفاني والده، كما يقول رفاقه السابقون الذي اطلعوا على الكتاب، مشيرين إلى أن الابن ورث قيم والديه، مما دفعه إلى الذهاب إلى سوريا كجزء من قوافل المساعدات الطبية الإنسانية. هناك سيكتشف جرائم "داعش" ضد المدنيين، ليفكر في حمل السلاح لمقاتلة التنظيم في يناير 2015.