أخبار الدار

بنعبدالله: تشخيص الاختلالات خطوة أولى لـ”نموذج تنموي” ناجح

p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 18.0px ‘Geeza Pro’}
p.p2 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 18.0px Times; min-height: 23.0px}
span.s1 {font: 18.0px Times}
span.s2 {text-decoration: underline}
span.s3 {font: 18.0px Times; text-decoration: underline}

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

 

نظم حزب التقدم والاشتراكية اليوم بمقر المركزي، جامعته السنوية حول موضوع النموذج التنموي، بمساهمة أخصائيين وخبراء من داخل الحزب وخارجه، في أفق الاستجابة لحاجة موضوعية تتجلى في فتح نقاش حول مستقبل المغرب، كونه يطمح لكسب الرهانات العديدة التي يواجهها على المستويين الداخلي والخارجي.

 

قال محمد نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن المرحلة الأولى لنموذج تنموي ناجح تتمثل في التشخيص الذي يقتضي معرفة الاختلالات التي تحول دون رسم معالم ناجحة لهذا النموذج، إضافة إلى تركيزه على تجديد ركائز الحزب التي يجب الاعتماد عليها.

وأشار في كلمته الافتتاحية بمناسبة الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية، أن هذه الأخيرة التي تناقش موضوع "النموذج التنموي" تصادفت مع خطاب جلالة الملك أمس في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان والتي تحدث فيها عن النموذج التنموي الجديد، ليكون بذلك أول حزب سياسي  يدشن هذه الخطوة لتقديم إسهامات الباحثين والسياسيين في صياغة النموذج التنموي الذي يتماشى مع التوجهات الملكية السامية.

وأضاف زعيم التقدم والاشتراكية، أن المؤسسة الملكية تقر أن النموذج التنموي، استنفذ قدرته على الاستمرارية، غير أنه تميز بالرفع من مستوى المعيشة لساكنة البلاد، فضلا عن كونه مكن المغرب من  الانفتاح على الحداثة والقيم الكونية، الأمر الذي يتمثل في المكتسبات الداعمة لحقوق الإنسان والديموقراطية التي قطع فيها المغرب أشواطا مهمة.

وأضاف بنعبد الله أن المغرب تمكن من محاربة الفوارق الاجتماعية من خلال تعميم التعليم، وتعميم التغطية الصحية وتطوير قدرات السكن والتعليم، إضافة إلى الجانب الثقافي من خلال تدعيم الأمازيغية، والحرص على الحفاظ على الخصائص الدينية.

في السياق ذاته، قال إن المغرب ظل يراوح مكانه  لتجاوز نسبة النمو المتواضعة، مع تدني مستوى التشغيل وضعف الحكامة، بسبب التدبير الترابي الذي يفتقر للعديد من المقومات، ما يحتم التوزيع العادل لثروات المغرب، معتبرا أن هذه المستويات تدل على أن   النموذج التنموي لم يتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة بعد. وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن ضعف الخطاب السياسي يعتبر واحدا من الأسباب التي تساهم في تكريس فشل النموذج التنموي، لأن الخطاب السياسي آلية تعكس مدى قدرة الحزب على الانخراط في صياغة آفاق جديدة في المجتمع، الأمر الذي يستلزم نفسا سياسيا جديدا.

وشدد بنعبد الله، على دعم النمو الاقتصادي حتى تصبح نسبته مرتفعة، لأن الركيزة الأساسية للنموذج الاقتصادي هو الجانب السياسي في ارتباطه بالسياسي، معتبرا أن دولة الحق والقانون ليست مجرد شعار سياسي إنما هو مقوم أساسي حتى في الجانب الاقتصادي. كما اعتبر أن الشراكة مع القطاع الخاص ضرورة أساسية، لأن القطاع العمومي لا يمكن أن يستجيب لوحده للحاجيات الأساسية في سوق الشغل، مع استحضار كل من البعد الايكولوجي والحكامة التي تعتبر ركيزة للمشروع الديمقراطي والتدبير الترابي الجيد.

من جهته، قال أنس الدكالي، وزير الصحة، إن فتح نقاش حول موضوع "النموذج التنموي" مرتبط بتحقيق معالمه، وبالتالي فالنموذج الحالي ظهرت في السنوات الأخيرة محدوديته بالرغم من بذل مجموعة من الجهود، لكنه لم يوظف بشكل جيد لأن المغرب لا زال يحتل درجات متأخرة على مستوى التنمية البشرية، الأمر الذي يتضح من خلال تدني الجانب الصحي والتعليمي وكذلك المعيشي.

وأضاف أن الصحة تحظى بأهمية كبيرة بهدف تطوير فرص الشغل وبلوغ نموذج تنموي ناجح، من خلال إدماج الشباب في سوق الشغل وتحقيق التنمية البشرية بتفعيل الحكامة الديمقراطية ومواجهة عدم المساواة بين الجنسين في سوق الشغل.

محمد برادة، أستاذ جامعي ووزير المالية سابقا، قال من جهته إن هناك مجموعة من المقومات والمرتكزات الأساسية التي تهدف إلى خلق نموذج تنموي ناجح، من خلال التركيز على قطاع الشغل وإدماج الشباب في صياغة القرار السيادي. وأشار إلى أن إشكالية إدماج الشباب في الشغل، خصوصاً منهم الطاقات المؤهلة، يشكل تحديا كبيرا يجب تجاوزه لتحقيق التنمية المستدامة، لأن نموذج التكوين والتعليم بالمغرب يعيش في أزمة، كونه لا يتماشى مع احتياجات سوق الشغل.

بدوره، قال عبدالواحد الجاي، الباحث الاقتصادي في تصريح خاص أن النموذج التنموي لا يمكن أن يكون ناجحا في ظل غياب رؤية اقتصادية ناجحة، تقوم على تطوير التبادل الحر بين الدول لتجاوز النسبة المرتفعة المسجلة على مستوى البطالة، لأن غياب رأس المال البشري هو السبب وراء طغيان التراجع، فيما أشار محمد شكري الباحث الاقتصادي، ورئيس مركز عزيز بلال للأبحاث والدراسات،  أن الانخراط في الاستثمارات الأجنبية أصبح ضرورة اساسية لدعم النموذج التنموي سيساهم في تجاوز الهفوات الاقتصادية التي تعتري المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى