مال وأعمال

إبراهيم الفاسي الفهري: آفاق التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والمغرب

في أعقاب القرار التاريخي للولايات المتحدة بفتح قنصلية في الداخلة تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، وإبرام اتفاقيات بين المغرب والولايات المتحدة، قدم رئيس معهد أماديوس، إبراهيم الفاسي الفهري، قراءته لهذا التطور الذي يكتسي أهمية استراتيجية عالية.

كما قام بتحليل آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين والقطاعات الاقتصادية المؤهلة لاستقطاب الاستثمارات وكذا تعزيز دور المغرب كرائد اقتصادي في القارة الإفريقية.

1- ما هي آفاق التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والمغرب ؟

قبل كل شيء، من الضروري التأكيد على الأهمية البالغة التي يكتسيها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وهو يأتي، على المستوى الدبلوماسي، في سياق زخم من الدعم الواضح للوحدة الترابية للمملكة، تجسد من خلال فتح العديد من قنصليات الدول الشقيقة والصديقة بالداخلة والعيون.

ولابد من القول إن المغرب اليوم، بفضل الريادة والمقاربة الاستباقية لجلالة الملك محمد السادس، أصبح أقوى من أي وقت مضى على الصعيد الدبلوماسي. ويشكل الاعتراف الأمريكي النتيجة المباشرة لهذه الريادة الملكية. وهو تتويج لمسار يبرز حمولة الشراكة الاستثنائية بين المملكة والولايات المتحدة. وسيتجسد الاعتراف الأمريكي على الخصوص من خلال فتح قنصلية في الداخلة ستتميز بطابعها الاقتصادي بالأساس. هذه التمثيلية الدبلوماسية ذات البعد الاقتصادي ستشكل نقطة وصل عملياتية للفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين والمؤسسات الاقتصادية الأمريكية الخاصة أو العامة الراغبة في الاستثمار بالأقاليم الجنوبية. و سيسمح هذا الاعتراف الأمريكي أيضا للمستثمرين الأمريكيين بالتوفر على و لوج أسهل إلى آليات التمويل و الضمان. فالقنصلية الأمريكية بالداخلة ستعزز بالتالي، وبشكل كامل، المنظومة المؤسساتية المغربية لتشجيع الاستثمارات والتجارة مع الولايات المتحدة.

و من جهة أخرى، فالاعتراف الأمريكي يضع حدا نهائيا للنقاشات المغلوطة حول أهلية المنتجات ذات المنشأ في الأقاليم الجنوبية، والتي يمكنها، دون أي شكل من التمييز الخاص، الاستفادة بشكل تام من اتفاق التبادل الحر.

2- أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مشاريع استثمارية بقيمة مليارات الدولارات. ما هي قطاعات الأعمال المحتملة التي ستستثمر فيها الولايات المتحدة ؟

نتحدث أولا عن استثمار أمريكي بقيمة 5 مليار دولار. وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة خلال فترة الركود الاقتصادي العالمي الناجم عن تفشي جائحة (كوفيد- 19).

العديد من القطاعات الاستراتيجية تم التطرق إليها مثل الطاقات المتجددة، والبنية التحتية، والسياحة، والابتكار ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة. هذه الاستثمارات الأمريكية ستمكن من إعطاء دفعة للنشاط الاقتصادي والمساهمة في خلق الآلاف من فرص الشغل الدائمة وسيكون لها تأثير كبير على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للصحراء وكذلك في كافة أرجاء المملكة.

كما سيسمح الوضع الاقتصادي والدبلوماسي الجديد بتسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية الهيكلية الكبرى.

3- إلى أي مدى سيعزز هذا التعاون دور المغرب كرائد اقتصادي على المستوى الإقليمي ؟

لن تؤدي الاستثمارات الأمريكية فقط إلى تعزيز الجاذبية الاقتصادية للمملكة، بل أيضا ستؤكد على مكانة المغرب كمركز إفريقي في مجال الاستثمارات الدولية.

وبما أن المغرب هو أول بلد مستقبل للاستثمار الأجنبي المباشر بالقارة الإفريقية، فإن الاستثمارات الأمريكية ستعزز بشكل أكبر هذا الموقع.

وستتعزز قدرة المملكة على التوجه الاقتصادي نحو قارة الانتماء من خلال بروز قطب الداخلة كنقطة انطلاق طبيعية لهذا التوجه. وستشكل الداخلة أيضا أرضية تجارية ولوجستية للمنتجات القادمة من منطقة غرب إفريقيا، مما يسهل عبورها نحو أسواق أوروبا و أمريكا الشمالية.

و إجمالا، فإن الوضع الاقتصادي والدبلوماسي الجديد في الصحراء لن تستفيد منه فقط الأقاليم الجنوبية، ولكن أيضا منطقة غرب إفريقيا برمتها، سواء من حيث الاستثمار أو البنية التحتية، أو الربط أو تدفق التجارة.

المصدر: الداروم ع

زر الذهاب إلى الأعلى