“دار الأمومة” بتيزي نسلي : مساهمة متنامية في تحسين المؤشرات المتعلقة بصحة الأم والطفل
تعد “دار الأمومة” بتيزي نسلي بإقليم بني ملال، التي مولتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتكلفة تقدر ب3 ملايين و500 ألف درهم، مؤسسة اجتماعية فاعلة في مسار النهوض بأوضاع النساء في العالم القروي، من خلال المساهمة في تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل.
وتسهر “دار الأمومة”، التي مولتها المبادرة الوطنية للتنمية بموجب برنامجها الخاص بالمرحلة الثانية بدعم من جماعة تيزي نسلي، على تقديم الخدمات الصحية للقرب لفائدة الأمهات الحوامل المنحدرات من المناطق الجبلية والقرى النائية بالعالم القروي، والتكفل بهن، ومواكبتهن قبل وبعد الوضع.
ويعمل المشروع، الذي تشرف على تسييره جمعية “رعاية الأمومة والطفولة” بتيزي نسلي، على تقريب الخدمات الصحية من الأمهات الحوامل القاطنات بالعالم القروي، والحد من وفيات الأطفال حديثي الولادة، حيث بلغ عدد المستفيدات من الدار خلال السنة الجارية 110 أمرأة حامل.
وتترجم هذه البنية الاجتماعية بشكل واضح قيم التضامن التي ما فتئت ترسخها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي تندرج في إطار الجيل الجديد من البنيات التحتية المبرمجة من طرف المبادرة في مرحلتها الثالثة، والتي تروم توفير تتبع أفضل لصحة الأم، وللأطفال حديثي الولادة، وتحقيق ولادة آمنة وخاضعة للمراقبة والتتبع الصحي. وفي هذا السياق أوضحت رئيسة “جمعية رعاية الأمومة والطفولة” السيدة رابحة واحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دار الأمومة بالجماعة الترابية تيزي نسلي تستقبل النساء الحوامل لأيام قبل الوضع وبعده، حيث تتكفل بهن الجمعية، من خلال توفير مستلزمات المراقبة والمتابعة الطبية ، وتعمل بتنسيق مع مصالح وزارة الصحة، على برمجة عمليات تحسيسية وتكوينية لفائدة هؤلاء النساء حول كل ما يتعلق بصحة الأم والمولود.
وأضافت أن الجمعية تواكب المرأة الحامل خلال جميع فترات الحمل وبعده، من خلال توفير متطلبات الدعم الاجتماعي والنفسي ومستلزمات تغذية مناسبة ومتوازنة مع فترة الحمل وبعدها، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية للتحسيس بأهمية الاهتمام ورعاية صحة المرأة والطفل، واعتماد السبل والوسائل الصحية والوقائية الكفيلة بتحقيق هذا المبتغى..
من جهته أشار رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بني ملال السيد عبد الرحمن جابر أن “دار الأمومة” تيزين نسلي التي تم إحداثها في إطار المرحلة الثانية للمبادرة سنة 2019، استقبلت أزيد من مائة أمرأة حامل ما بين 2019 و2020.
وأضاف أن هذه المؤسسة الاجتماعية استفادت في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة من منحة التسيير برسم سنة 2019 بقيمة مالية تقدر ب50 ألف درهم من أجل دعم الجمعية المشرفة على تأطير هؤلاء النساء والتخفيف من آثار البرد القارس والأحوال الجوية المتقلبة في المناطق الجبلية، ومن 200 ألف درهم برسم سنة 2020 في إطار مكافحة آثار كوفيد 19 .
وأبرز أن “دار الأمومة” تتكفل بعدد من النساء الحوامل المنحدرات من مناطق جبلية مجاورة قصد الولادة في ظروف مقبولة وآمنة بالنسبة للأم والطفل، حيث تعمل الجمعية التي تشرف على تسيير هذه المؤسسة، على مواكبتهن وتحسيسهن قبل وضع حملهن بالمخاطر التي قد تنجم عن مضاعفات التوليد في غياب بنيات مجهزة ومؤطرة طبيا لاستقبالهن والمراقبة الطبية لمراحل الحمل، وكذلك بعد فترة الوضع عبر توعيتهن بكل العمليات المتعلقة بصحتهن كأمهات شابات وصحة مواليدهن الجدد، وسبل وطرق التغذية والنظافة لتجنب خطورة الوفاة الناجمة عن آثار الولادة سواء بالنسبة للأم أو المولود.
ونوه بالنتائج المشجعة بخصوص إقبال النساء الحوامل على هذه المؤسسة الاجتماعية، بفضل عمليات التحسيس التي تمت بالتنسيق مع وزارة الصحة ، مما يؤشر على “تنامي الوعي” لديهن في مجال صحة الأم والطفل، رغم استمرار “ثقافة تقليدية محافظة” بهذه المناطق الجبلية التي تفضل المنزل أو وسطا عائليا قريبا فضاء للتوليد ، مؤكدا أن هذه الوحدة الاجتماعية ستضطلع بأدوار جديدة مستقبلا ، في إطار الاتفاقية الموقعة بين وزارتي الداخلية والصحة واليونيسف ، والهادفة إلى استثمار البنيات المتوفرة كدور الأمومة والولادة من أجل تحسين المؤشرات المتعلقة بصحة الأم والطفل.
ويمثل محور تحسين صحة وتغذية الأم والطفل، أحد المرتكزات الأساسية لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة مستهدفة بذلك تحقيق تنمية بشرية واجتماعية مستدامة، ضامنة لقيم الكرامة والمساواة والتضامن ، وباعثة للأمل لدى الأجيال الصاعدة عبر برامج طموحة.
وفي موضوع الاهتمام بصحة الأم والطفل تعمل المبادرة بالخصوص على تفعيل ثلاث رافعات تهم الأولى الوسطاء المجتمعيين والثانية إثراء وتطوير مؤسسات دار الأمومة والثالثة تتصل بتعزيز تدبير مرافق الرعاية الصحية الأولية.
وهي بذلك تستهدف تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة ، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
المصدر: الدار- وم ع